الاقتران العظيم يحمل مفاجأة لقصار النظر

الاقتران العظيم يحمل مفاجأة لقصار النظر
الاقتران العظيم يحمل مفاجأة لقصار النظر

يظهر العملاقان المشتري وزحل ضمن ما يعرف بـ الاقتران العظيم، كأنهما نجم واحد في سماء النصف الجنوبي للكرة الأرضية، في أقرب مواجهة بينهما منذ عام 1623، وعادة ما يكون المشترى من ألمع الأجسام في السماء، ولكنه في أثناء الشهر الماضي برز بشكل أوضح لوجود كوكب زحل المتألق إلى يساره (شرْقًا). 

 


وزُحل أقل سطوعًا من المشتري باثنتي عشرة مرة، فبدا زحل وكأنه "مساعد" للمشتري في إضاءته للسماء في أثناء عام 2020.


اللقاء النادر

 

عندما يقترن المشتري وزحل فإن هذا التطابق المذهل بينهما يدعى "الاقتران العظيم"؛ هذا الاقتران لا يشبه أي اقتران بين الكواكب الساطعة الأخرى، لقلة اجتماع هذين الكوكبين. ويُحسَب متوسط تكراره من عملية ضرب الفترة الفلكية لكل من هذين الكوكبين (وهي الوقت اللازم لدوران أي جسم دورة كاملة بالنسبة للنجوم المحيطة به)، لنقسم الناتج بعد ذلك على القيمة المطلقة للفارق بين الفترتين.

 

اقرأ أيضًا| لعشاق الفلك.. كيف تشاهد «الاقتران العظيم» لزحل والمشترى؟


ويذكر أن الفترة الفلكية لزحل هي 29.65 سنة أرضية، بينما الفترة الفلكية للمشتري 11.86 سنة أرضية، وناتج ضرب هاتين الفترتين 351.65 سنة، بعدها نقسم هذا الناتج على الفارق بين الفترتين الفلكيتين للكوكبين وهو 17.79، ليكون الناتج النهائي هو 20 سنة تقريبًا.


القرب الاستثنائي


ويكون غالبًا المشتري أعلى من زحل في قبة السماء، والفارق بينهما عادةً أكثر من درجة، ولكن اليوم الإثنين سيساوي هذا الفارق عُشر درجة فقط أو 6.1 دقيقة قوسية. 

 

وتعتبر القدرة على إدراك البعد بين هذين النجمين اختبارًا جيدًا للرؤية، ومع هذه الدقة في المسافة بين هذين النجمين، فإن المسافة بين المشترى وزحل ستقارب النصف من بُعد هذين النجمين عن بعضهما، أي 0.102 درجة فقط، وهذا يعني بأنك عبر التكبير العالي لمِرصدك (التلسكوب) سترى كلًّا من زحل صاحب نظام الحلقات، والمشترى وحزم غيومه وأقماره "الغاليلية" في مجال رؤية واحد.


وسيكون الممتع هو رؤية الفجوة بين هذين الكوكبين وهي تتقلص تدريجيًّا في أثناء (نوفمبر) و(ديسمبر)، حيث ستفصل بينهما في الأول من (نوفمبر) 5.1 درجة فقط، وبحلول 15 (نوفمبر) ستكون الفجوة 3.8 درجة، ومع بداية (ديسمبر) ستكون الفجوة 2.2 درجة، وستقلّ إلى 0.7 درجة بحلول الخامس عشر من الشهر، وستقل 0.1 درجة كل ليلة ليتحقق الاجتماع بين الكوكبين في الحادي والعشرين من الشهر.

 

يذكر أن كوكبَي المريخ وزحل اقترنا في 5 يونيو 1978، عندما فصلت هذه المسافة نفسها (عُشْر درجة) بين هذين الكوكبين، حينها استطاع المؤلف رؤية الفاصل بينهما بالعين المجردة، أما بالنسبة لاقتران المشترى وزحل فإن الذين يعانون من قصر النظر سيتمكنون من رؤيتهما كنجم واحد إذا ما خلعوا نظاراتهم.


وكان أقرب لقاء بين هذين الكوكبين في 16 يوليو 1623، إذ كانت المسافة بينهما 5 دقائق قوسية فقط، ويمكن الحصول على مسافة 6 دقائق قوسية في 16 مارس 2080.