رأى عبد الله خلف، ممثل تيار المستقبل اللبناني بفرنسا، أن السياسة الأمريكية لا تتغير، ولا يتوقع أن يحدث تغييرًا مع قدوم إدارة جو بايدن، مبديًا أمله في دعم الرئيس الأمريكي المنتخب وحدة لبنان واستقراره.
وأشار خلف، خلال حوارٍ مع "بوابة أخبار اليوم"، إلى أن لبنان لن يستقر إلا بسلطته الشرعية وسلاحه الشرعي وسيطرة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية.
وذكر ممثل تيار المستقبل اللبناني بفرنسا أن الوضع السياسي والاقتصادي والمالي في لبنان غير سليم. وإلى تفاصيل الحوار..
كيف تنظرون إلى الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة جو بايدن؟ وهل تعلقون آمالاً عليها في حل أزمة لبنان؟
ننتظر.. هذه تحتاج أشهر طويلة لكن السياسة الامريكية لن تتغير من وجهة نظري، ونأمل من إدارة بايدن دعم وحدة واستقرار لبنان ومساعدته في الخروج من أزمته ،هذا ما نأمل من الأمريكان وغيرهم.
كيف تنظر إلى تحركات حزب الله؟ وماذا عليه أن يفعل لكي تستقر لبنان؟
على حزب الله أن يوقف تدخلاته في المنطقة، وهو يتدخل في الدول العربية، وهذا يسيء إلى علاقات لبنان العربية والدولية وفي لبنان أيضاً عليه أن يتعاون أكثر ولنرى بعدها موضوع السياسة الدفاعية وحل لسلاحه الموجود في لبنان وليسحب عسكره ومستشاريه العسكريين من هذه الدول أولاً!.
- من تقصد بالدول العربية؟
سوريا العراق اليمن البحرين، حزب الله يتدخل في كل الدول العربية ..ما ترك دولة إلا تدخل فيها، وهو يمثل مصالح إيران، قالها حسن نصر الله أكثر من مرة أنه يمتثل بأوامر الوليه الفقيه، وعليه يجب أن يرى مصلحة لبنان أكثر من مصلحة إيران!.
-هل تطالب بنزع سلاح حزب الله وحل ميليشياته؟
طبعاً، ضروري أن يتخلى حزب الله عن سلاحه، لبنان لن يستقر الا بسلطته الشرعية وسلاحه الشرعي وسيطرة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية!.
- وهل تنسقون مع القوى للخروج من الأزمة الحالية؟
كان هناك تواصل مع الجميع للخروج بالحكومة والتشكيل عند رئيس الجمهورية لا نعرف متى يوقع أو لاً يوقع ،عندنا أزمة مالية واقتصادية واجتماعية ،كيف سنتفاوض مع المجتمع الدولي ؟ كيف سنتفاوض مع المؤسسات المانحة ؟ يجب استعادة ثقة الناس والمجتمع الدولي وهذا من خلال خطة اصلاحية تقودها الحكومة المرتقبة .
-وهل الأوضاع في لبنان مرشحة للانفجار مرة آخرى؟
حاليا ليس هناك شئ يقول بذلك، لكن يجب الحذر لاشك أن الأزمة المعيشية تطغى ، وحينما يكون هناك ناس جائعة ،نكون حذرين جداً فسوف تتضاعف السرقة والفلتان ،وهذا يتطلب عمل لإنقاذ لبنان من هذه الحالة .
-أنت ممثل تيار المستقبل اللبناني بباريس ،ما هي خطواتكم مع الاليزيه لإخراج لبنان من أزمته الحالية ؟
العلاقة مع الفرنسيين بالشكل الرسمي من خلال الرئيس " سعد الحريري "، نحن نتعاطى بالشأن السياسي بما يهم لبنان محليا" مع المؤسسات الرسمية والسياسية ونعمل لما هو مصلحة لبنان واللبنانيين.
- اكتب لنا روشتة علاج الأزمة في نقاط؟
نقطة أولى تشكيل الحكومة، وعلى كل القوى التي اجتمعت في قصر الصنوبر مع الرئيس ماكرون أن تسهل عملها لتنفيذ برنامجها الإصلاحي من أجل استعادة ثقة الشعب لاننا ذاهبون لانحدار سريع، وجود حكومة هو خطوة أولى والتزام كل القوى السياسية بذلك.
-هل ذهبت المبادرة الانقاذية أدراج الريح؟
لا ما زالت موجودة وهي الأمل الوحيد لخروج لبنان من أزمته
-لكن هناك اتهام للحريري أنه نصب كمين للمبادرة الفرنسية، بماذا ترد؟
هو مع الفرنسيين قلبا وقالبا وهم لديهم ثقة بالرئيس سعد الحريري في ادارة المرحلة.
- كيف تنظرون لتحركات إسرائيل تجاه لبنان؟
كانت هناك مفاوضات لترسيم الحدود البحرية، وحاليا الوضع مستقر ما هلا بعض التصريحات الإستفزازية من وقت لآخر، ولا أتوقع ان يكون هناك توتر او حرب في الجنوب
- لكن المفاوضات كانت مقدمة للتطبيع مع إسرائيل؟
هناك ترسيم حدود، التطبيع مسأله مختلفة مازالت مشاكل مع إسرائيل منها مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل، ترسيم الحدود مهم لاستثمار الموارد النفطية في البحر، ولا اعتقد ان هناك خطوات للتطبيع حاليا رغم أن هناك عدة دول عربية اقدمت على خطوات تطبيعية مع إسرائيل، واعتقد أنه إذا كان من تطبيع عربي شامل، فإن لبنان اخر من يطبع مع إسرائيل.
- لماذا يقف سعد الحريري ضد دعوة التيار الوطني وحزب الله لتشكيل الحكومة؟
في لبنان خصومة سياسية بيننا ، ولكن ليس هناك عداء ،نحن نأمل ونعمل لحكومة مستقلين وهذا هو المطلوب ،لماذا نعمل الحكومة مع التيار الوطني الحر أو غيره ،تشكيل الحكومة هو من صلاحيات الرئيس المكلف وبالتشاور مع رئيس الجمهورية ،وهم يعملون على مبدأ فرض حكومة محاصصة لا تؤدي الا الى التعطيل .
- هل تتوقع عدم إجراء انتخابات رئاسية في لبنان بالنظر للظروف الحالية؟
الوضع السياسي والاقتصادي والمالي غير سليم وإن استمر على هذه الحال تصبح كل الاحتمالات مفتوحة حتى نهاية العهد .
- وما الذي أوصل لبنان إلى هذا الحد؟
هناك أسباب داخلية وأسباب خارجية، داخليا" تتعلق بإدارة السلطة والمحاصصة التي سببت بانتشار الفساد في كل مؤسسات الدولة وغياب المحاسبة، كما أن لبنان مر بظروف صعبة واهتزازات سياسية وأمنية كبيرة في السنوات الأخيرة ومنذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما كان يمثله من ضمانة للبنان، ومررنا بفترة اغتيالات طالت نخبة كبيرة من السياسيين وقادة الفكر والرأي والحرب الإسرائيلية غلى لبنان وكذلك استخدام حزب الله لسلاخه في الداخل اللبناني في 7 ايار 2008 وصولا إلى الأزمة السورية وتداعياتها الامنية وموضوع اللاجئين السوريين كما أن تدخل حزب الله في الدول العربية اساء للبنان وعلاقاته العربية ولا ننسى فترات التعطيل الطويلة عند كل استحقاق انتخابي او حكومي وهو ما نمر به اليوم كما ان الوضع العربي وما تمر به الدول العربية من ازمات اثر على لبنان.
- هل تدخلات دولية تمنع عودة لبنان لسابق عهده؟
يجب التفريق بين تدخل لانقاذ لبنان كما تفعل فرنسا وكما هو مطلوب عربيا" وخصوصا" من مصر والسعودية وبين ما تفعله ايران بواسطة حزب الله فوجود حزب الله أكبر عائق امام اقامة دولة في لبنان ،لا حديث عن دولة الا بحصرية السلاح الشرعي على ارض لبنان ، لا يستقر الوضع بوجود مربعات امنية ، وبتدخل في شئون الدول العربية وهو ذراع إيرانية ،هو موجود في لبنان .. ويجب حل سلاحه .
- ولماذا لا تكررون تجربة مصر مع الإخوان؟
لبنان يختلف كثيرا" عن مصر ولا وجه للمقارنة على هذا الصعيد، مصر دولة كبيرة وهي أم العرب ،وعماد العرب ،وعليها أن تحافظ على أمنها واستقراراها الأمني والسياسي والإقتصاي ، وكان يجب ان تأخذ خطوات عملية للحفاظ على استقرارها وما حدث من صعود الإسلاميين كان لأجل إقصائها عن دورها من قبل الإسلاميين في الداخل وما يجري في سيناء ايضا" يدخل في هذا الإطار .
- هل يصعب تطبيق نفس النموذج في لبنان؟
الوضع مختلف ،من الصعب اي حكومة في لبنان أن تقف في وجه حزب الله وحزء من الحل لسلاح حزب الله هو إقليمي فهو سلاح إيراني بتوجهات واهداف ايرانية ،لابد من الحل الاقليمي والموقف مختلف ولا يقارن مع مصر.
- هل تطالبون باعلان حزب الله جماعة ارهابية؟
هذا غير وارد، هم جزء من النسيج السياسي، جزء من الحل أيضاً، لا اعتقد أن أحد في لبنان قادرًا على اتخاذ موقف كهذا لانه سيقود إلى حرب أهلية!.
- لكن ايران تتدخل في بلدكم ؟
نعم وتتدخل في بلدان عربية كثيرة ،مسؤول إيراني قال ان لدينا اربعة عواصم عربية.
في النهاية نحن نقدم التحية للشعب المصري الذي وقف في وجه الجماعات الارهابية، وللرئيس عبد الفتاح السيسي لمواقفه تجاه لبنان والدعم الذي يقدمه، والنداء الذي وجهه الى لبنان واللبنانيين بما يعني أنه مهموم بقضايا المنطقة العربية وأزمة لبنان.
