غرق «جبانة أسوان» في الصرف الصحي.. والأهالي: «أين حرمة الأموات»| صور

غرق جبانة أسوان في الصرف الصحي
غرق جبانة أسوان في الصرف الصحي

أغرقت مياه الصرف الصحي، مقابر أسوان دون تدخل المسئولين عن المحليات مما يعد تعديا صارخا على حرمة الموتى.

اقرا ايضا|«الأقصر» فى 24 ساعة| مرسى سياحي جديد وحملة مكبرة لشرطة المرافق.. الأبرز

وزحفت مياه الصرف الصحي إلى جبانة أسوان من الجهة الشرقية لتصبح امتدادا لمنطقة الصحابي العشوائية المصنفة بالخطرة والتى يطلق عليها الربع الخراب فأقيمت الأبراج الشاهقة والمساكن العشوائية دون أن تمد لها خطوط الصرف الصحي مما أدى لتشبع التربة بمياه الصرف الصحي وامتدادها لتغرق مقابر «أهالينا» بجبانة أسوان التي تضم الكثير من رفات الأولياء والصالحين، وليس هذا فحسب بل وقف المسئولين موقف المتفرج أمام زحف المياه الجوفية وارتفاع منسوبها من الجهة الغربية مما ساعد على ارتفاع منسوب مياه الصرف الصحي.

ويسبح الموتى بجبانة أسوان فى خليط من مياه الصرف الصحي والمياه الجوفية، التي تهاجمهم من الشرق والغرب، كما تغرق المياه الجوفية أيضا مقابر السيد البدوي التى تضم مقابر الفاطميين الأثرية، ويحدث هذا رغم أن ديننا الحنيف قال أن حرمة الميت كحرمة الحى وفى الزمن القديم حرص المسلمين على نظافة المقابر وعدم ألقاء القمامة بقربها لدرجة أن المرء كان يخلع نعليه حين يمر بين القبور، وعن حرمة الموتى فى الإسلام.

وقال الشيخ محمد عبد العزيز مديرالأوقاف الأسبق، إنه لا خلاف على حرمة الميت كحرمة الحي والميت يتأذى كما يتأذى الحي وحياة الميت هي الحياة البرزخية وهي أرقى من الحياة الدنيوية والموت ما هو ألا انتقال من دار الدنيا الفانية إلى دار الأخرة الباقية ولذلك يجب على كل مسلم حماية الأموات.

وأضاف الشيخ عبد العزيز أن حماية الميت من هذه الأشياء كحماية الحي منها حتى أن العلماء أجازوا نقل الميت من مكان لآخر إذا وجد أنه يتأذى من هذه الأشياء.

وقال الشيخ سعودى محمد مرزوق إمام مسجد منصور حمادة كسر عظام الميت ككسره حيا مما يعني وجوب الحفاظ على رفات الميت لدرجة تحريم كسر عظام الموتى موضحا أن من قداسة الموتى حرمة الجلوس على القبر مما يدل أيضا على أن الموت لا يعني العدم، وهو مرحلة من مراحل الوجود الإنساني كوجوده بالرحم المتناهي الصغر كمضغة.

وأشار لقول رسولنا الكريم: «استغفروا لأخيكم فأنه الآن يسأل».. فهل يسأل ألا من يسمع وهل يسأل ألا من يجيب ويدرك  فهذه الخصائص من خصائص الحي، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على جثمان الميت وقداسته من الدفن فى أرض مملحة.

ويطالب أهالي أسوان بوقف الدفن فى جبانة أسوان القديمة تماما خاصة بعد إقامة مدافن جديدة بمدينة أسوان الجديدة وخصص بها مدافن لمعظم العائلات فضلا عن تخصيص مدافن لكل الجمعيات الأهلية لدفن موتى  الأسر التى لا تمتلك مدافن خاصة.

ويقول محمود سيد على رئيس جمعية الشيخ صالح ليت الأمر يتوقف على مياه الصرف الصحى والمياه الجوفية بل تعدى الأمر، لاستخدام كثير من المدمنين ومدمني الخمور للمدافن لتعاطي المخدرات والخمور تحت سمع وبصر حراس المدافن فضلا عن ارتكاب الأفعال المشينة بين مقابر الموتي دون عظة من الموت ولا مراعاة لحرمة الموتى.