فنجان قهوة

الأسمرات أحلام سعيدة

يسرى الفخرانى
يسرى الفخرانى

بعد سنوات قليلة سوف يكبر الأطفال الذين يسكنون مدن الأسمرات ويصبح منهم الطبيب والمهندس والعالم والمدرس والوزيرة، الأطفال الذين كان من حظهم ومن حقهم الحياة فى بيوت نظيفة تطل على ملاعب ومدارس وحدائق وشوارع مرتبة.. هؤلاء الأطفال هم الزهور الذين كان من نصيبهم أربع حوائط وسقف ومياه نظيفة وتعليم جيد ومستوى جيد من الحياة بعد أن عاشت أسرهم سنوات طويلة وسط ركام من القبح فى منطقة عزبة الصفيح.
من خمس سنوات فقط كان من المستحيل أن يتصور أحد أن هذا المكان المغلق على مستوى متدن من الحياة أقرب إلى الموت، والذى اعتاد سكانه على الرضا بالعشوائية والجريمة والخوف.. يمكن أن يفكر أحد مجرد تفكير فى الاقتراب منه!
حوالى ألف فدان من الخراب وعشرين ألف أسرة، كيف تم إزالة البيوت الرديئة بكل ما تحمله من عقبات صعبة ؟ لكنه حدث بإرادة أقرب إلى المعجزة!
اليوم لدينا مشروع إنسانى رفيع المستوى، يعيد الأسر البسيطة لتعتاد الجمال مرة أخرى وتشم الهواء من نوافذ بيوتهم ويعيشون حياة خاصة حرموا منها حتى نسوها.
الأسمرات اليوم فيها مائة ألف شاب وطفل يحصلون على حقهم فى ملعب كرة وفصل مرتب وحصص رسم وموسيقى، مائة ألف زهرة أصبحت ترى الشمس.. وأنا أراهن على مائة ألف زهرة سوف يصنعون مستقبلا أجمل لمدن الأسمرات، وسوف يكون من هؤلاء الزهور أباء أفضل وأمهات أبهى، وسوف يكون منهم أصحاب أحلام جميلة لبناء مدن على أنقاض القبح ويمدون حدائق محل مقالب القمامة.
كل طفل وشاب أراه فى الأسمرات يحمل ملامح بريئة وعيونا لامعة.. أرى فيه رحلة إنقاذ إنسان من حياة بائسة، بيوت الأسمرات أهدت كل واحد فيهم قلبا جديدا وعقلا متفتحا وأمنيات أفضل.. كل مكان تحول من القبح والخراب إلى حياة محترمة ونظيفة وجميلة.. هو إنجاز إنسانى رفيع المستوى يدخل التاريخ. هو مشروع حضارى يجب أن ينتبه له العالم كأقوى دليل على حقوق الإنسان!
أنا أعتبر مدن الأسمرات مشروع العام الذى يستحق أن يمنح العالم جائزة الإنسانية لصاحب قراره ورعايته الرئيس عبد الفتاح السيسي.
شكرا على إصراره الحقيقى لمنح حق الاستقرار لملايين عاشوا حياة المنسى محرومين من أبسط حقوقهم الإنسانية. وأرجو أن يقدم كل واحد فينا ما يستطيع لدعم هذا الحلم الجميل.