«حرم المترو» في قبضة «السرِّيحة»

حرم المترو
حرم المترو

حالة من الفوضى العارمة تصيب الساحات المحيطة بمداخل ومخارج مترو الأنفاق، التي تحولت في أغلب المحطات إلى أسواق شعبية يباع ويشترى بها كافة السلع والمنتجات، بالإضافة إلى انتشار المواقف العشوائية للميكروباص والتوك توك..لا أحد يهتم بحرمة الطريق ولا بحق المارة في السير والدخول والخروج من المحطات، دون تزاحم وتصادم مع الباعة الملتصقين بأبواب المحطات والممتدين حتى منتصف الشارع أو حتى منتشرين في الشارع بأكمله.

 
«الأخبار المسائي» قامت بجولة على عدد من محطات المترو التي احتل الباعة مداخلها ومخارجها لرصد حجم التعدى على حرمات المارة والطريق ومعاناة المواطنين في ظل هذا التكدس لهم.


وفي محطة عين شمس بالخط الأول للمترو تجد الباعة داخل أسوار حرم المترو مفترشين بضائعهم حتى داخل أسوار المحطة وعلى السلالم، تقول سارة أحمد طالبة أنها تعاني كل يوم أثناء مرورها بالمحطة من زحام الباعة، معلقة على أنهم يتعاملون وكأنهم أصحاب حق في المكان، والناس هم المتطفلين عليهم.


وفي محطة المرج الجديدة والتي تعتبر واحدة من أكبر المحطات، حيث أنه يقع أمامها موقف كبير للأقاليم يضم مئات السيارات الأجرة، ويتوافد عليها يومياً آلاف الركاب.

 

وفي البداية ينتشر على ابوابها الباعة وكأنهم في سوق متكامل للخضراوات والفاكهة والأدوات المنزلية وبائعي الذرة والمخبوزات، بالإضافة إلى المنتج المستجد في أسواق الكمامات ومستلزماتها، وبالرغم من أن موقف الأقاليم ليس موقف عشوائي، إلا أن هناك مئات السيارات الأجرة غير التابعة له والمخصصة لخطوط سير داخل المحافظة، وهذه ليس لها مكان في الموقف فتتراص بأي شكل عشوائي أمام المحطة ويجاورها التكاتك. 


مصطفى محمد محاسب يستقل المترو يومياً من محطة المرج الجديدة، أشار إلى أنه دائما ما يجد حملات بالمكان تزيل كل الإشغالات والباعة، ولكن سرعان ما يعود الوضع للعشوائية وانتشار الباعة في كل متر، مؤكداً أنه كثيراً ما تشاجر مع هؤلاء الباعة بسبب وقوفهم أمام الباب مباشرة بصورة تعيق حركة المارة، وأمام محطة مترو جمال عبد الناصر تجد البضائع مكدسة على كل شكل ولون، وباعة مختلفون منهم من هو مقيم ومنهم السريحة، يعرضون من المنتجات ما لا يمكن أن يخطر على البال، حتى عربات اللحوم والخضراوات المجمدة تتراص أمام أبواب المحطة، وباعة الملابس المستعملة يحتلون كل شبر فى المكان حتى على الأرصفة، وكأن الوكالة انتقلت لنهر الطريق.


وعلى مداخل ومخارج محطة مترو جامعة القاهرة يتراص الباعة إلي جوار بعضهم خاصة في هذه الشهور التي تشهد توافد عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات على دراستهم. 


ويفترش البائعون من ساعات الصباح الباكر الأرض ببضائعهم، من الأقلام والكشاكيل أو كروت شحن الهواتف المحمولة، والمناديل وبعض أدوات الأكسسوار، والكمامات. 


وأمام محطة سعد زغلول والعتبة فحدث ولا حرج، فقد تحولا إلى أسواق بالفعل، والفائز هو من يمكنه الدخول والخروج دون أن يصطدم بأحد الباعة، أو يتعثر فى البضائع مثل ( كرنب مرصوص)، أو كراتين (كوبايات وبرطمانات) و المخللات والمربى، أو أقفاص الخضار والفاكهة، أو حتى شماعات الملابس والطرح، ولا عزاء للمترو والمواطن، ولا أحد يمكنه أن يعترض أو يختلف مع أى بائع، وغيرهم الكثير من المحطات التى استباح الباعة حرمها، وقاموا بتحويلها لأسواق عشوائية.


وأكد إيهاب الزهينى رئيس حى المرج انه يتم عمل حملات مستمرة لمنع انتشار الباعة الجائلين من التواجد أمام محطة مترو أنفاق المرج الجديدة التي تكتظ بالباعة، لافتاً إلى أنهم يقومون بهذه الحملات بصورة شبه يومية، إلا أن الباعة سرعان ما يعودون لأماكنهم مرة أخرى بعد تسديد رسوم الغرامة، مؤكداً أن الحل الوحيد لمواجهة هذه المشكلة والقضاء عليها تشديد العقوبات وتغليظها لتكون رادعة لهم عن العودة واحتلال الشارع.


وعن المنطقة حول محطة مترو جمال عبدالناصر بوسط البلد، قال فرج عبدالله رئيس حي بولاق أبو العلا :«أنا يوميا فى الشارع من التاسعة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر، والباعة يختفون طوال فترة تواجدي في الشارع، وبعد أن انصرف يعودون لأماكنهم ثانية».


وأكد أن وجودهم يسبب الكثير من المشكلات بسبب إعاقة المارة وتعطيل الحركة المرورية، وهذه منطقة حيوية، لافتاً إلى أن سوق الترجمان الذي تم تجهيزه لهم منذ عدة سنوات كان قد خف وجودهم بدرجة كبيرة، إلا أنهم لم يلتزموا بالتواجد داخله، وخرجوا منه مرة أخرى وعادوا أمام المحطة، بحجة أن الناس لا تذهب إليهم، معتبراً أن هذا يعود إلى عدم التزام الباعة أنفسهم بالتواجد داخل السوق.


وأشار عبدالله إلى أن الحل في عودة تفعيل سوق الترجمان، وإنشاء أسواق أخرى على غراره في كل منطقة، لأن هذه المشكلة أمام أغلب محطات المترو، بالإضافة إلى ضرورة تكاتف الشرطة وجميع الجهات مع الأحياء لمواجهة هذه المشكلة، ليتم التضييق عليهم بشكل كبير.


وأوضح أنه عند النزول في الحملات يتم سحب البضاعة منهم وحجزها لمدة أسبوع على الأقل في مخازن الحي، مع دفع الغرامة، إلا أنهم سرعان ما يعودوا ثانية.
 

اقرأ ايضا|كبسولة المنشطات.. بيزنس «الموت» داخل صالات الجيم