فى الصميم

نحو موسم أفضل للكــرة المصــرية!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

نهاية مثيرة لموسم صعب للكرة المصرية أهم ما فيه أن الرهان قد نجح على استئناف النشاط الكروى رغم الظروف التى جاء بها فيروس «كورونا» ورغم الحسابات الصغيرة للبعض، والأعباء التى كان لابد من تحملها فى التعامل مع التحديات.
كانت بطولة الدورى شبه محسومة للأهلى من البداية، وقد حصل عليها بالفعل وبجدارة، ثم أضاف إليها بطولة الكأس، وقبلها جاءت البطولة الأهم مع اللقب التاسع لبطولة أندية أفريقيا التى غابت عنه–على غير العادة–لبضع سنوات والتى جاءت بمصاحبة حدث نادر وجميل بأن يكون النهائى مصرياً خالصاً بين قطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك.
الجانب الآخر الهام فى نجاح الكرة المصرية مع استئناف النشاط كانت الآثار الايجابية على المنتخب الذى يخوض منافسات صعبة على بطولة افريقيا على المشاركة فى المونديال. وكان الفوز فى المباراتين الأخيرتين بداية لعودة الروح للمنتخب بعد بدايات لم تكن موفقة.
لم يبق من الموسم الماضى إلا مباراتا السوبر الإفريقى والمحلى. والمهم الآن أن يتطلع الجميع إلى الأمام. فالموسم القادم حافل بالتحديات.. سواء على مستوى إنتظام البطولات المحلية، أو الاستعداد لعودة الجماهير للمدرجات بعد انتهاء الجائحة، أو استكمال الاجراءات تمهيداً لانتخابات اتحاد الكرة الجديد، وتوفير المناخ المناسب داخل الأندية أو المنتخب لتقدم الأفضل فى موسم صعب قادم.
ولا شك أن دعم نادى الزمالك العريق للمرور من الظروف الاستثنائية التى واجهها فى الفترة الأخيرة هو أحد المفاتيح الهامة للحفاظ على ما تحقق للكرة المصرية، وعلينا ان نجعل من ذلك سياسة ثابتة للوقوف بجانب الأندية الجماهيرية العريقة كلها ومساعدتها فى توفير الموارد المالية والظروف المناسبة. هذه الأندية هى روح الكرة المصرية التى ترتبط مع الاسماعيلى والمصرى والاتحاد وغيرها من أندية الأقاليم صاحبة التاريخ بكل ما هو جميل ويستحق الرعاية الدائمة من أجهزة الدولة ومن الرعاة المحليين.. وقبلهم من الجمهور الواعى فى كل أنحاء مصر.
الموسم الجديد بدأ على الفور، وسيكون مطلوباً بعض الجهد للتخفيف من آثار تلاحم المواسم الكروية خاصة مع الأندية التى نافست حتى الأمتار النهائية فى البطولات المحلية والافريقية والدولية.وعلينا أن ندرك أن «المنتخب» هو الهدف الأساسى وعلينا ان نحافظ على جيل جديد من اللاعبين الصاعدين الموهوبين لأنهم ثروة الأندية وعماد المنتخب،
ويبقى الدرس الأهم فى الموسم الصعب الذى أنهته الكرة المصرية بنجاح. كفاءة الإدارة والالتزام بالقانون والروح الرياضية هى طريق العبور الآمن للبطولة. مبروك للأهلي، وكل الدعم للزمالك الكبير حتى يعبر ظرفاً طارئاً بهدوء وحكمة. وليكن الموسم الذى يبدأ الآن أفضل.. تعود فيه الجماهير للملاعب، وتتمتع فيه بكرة أجمل، وبمنافسات أقوى مع روح رياضية لا تعرف التعصب ولا تخرج على القانون.