عاجل

طريق النور

لأنه الله

محمد أبوذكرى
محمد أبوذكرى

معنى أن تكون مسلماً.. تعرف الله حق المعرفة.. تقترب منه بحب وخشية وتضرع وخوف وتحمل قلباً محباً لكل مخلوقات الله من بشر وحجر وطير وهواء وماء، لأن الله يحبك وخلق كل هذا من أجلك، فماذا تقول له عندما تذهب إليه وكتابك تحمله بشمالك وليس يمينك وكيف عشت فى الدنيا كإنسان، رجلا كان أو امرأة، داخل جسدك عقل وقلب وضمير، ومعهم صفات تتمنى أن تكون جزءا لا يتجزأ من ذاتك منها الصدق، الأمانة، الوفاء، الرحمة، دون التحيز لأحد، أو إرضاء لشخص، لأنك سوف تلقى الله وحدك!
ولذا عليك أن تسعى فى الدنيا، إلى إصلاح نفسك، وماذا فعلت لها وبها، وتحرى الصدق فى كل شىء، والبحث عن الحق والحقيقة، والأمانة والإخلاص فى القول والعمل.
وأيضا البحث عن الحرية، ، والتى يجب أن تزرعها داخلك أولا، قبل أن تنادى بها، وتصرخ من أجلها، وأنت لا تملكها، ومعنى الحرية التى من الواجب أن تزرع داخلنا، أن أعيش فى سلام مع نفسى أولا دون الإساءة لأحد، أى أحد ـ ونعلم ونتعلم أن الدين عبادة، وليس عادة، فحينما كان الدين عبادة لله الواحد الأحد، كانت أرض الإسلام أمانا، وحينما أصبح تجارة وشطارة أصبحت أرض الإسلام والمسلمين بلا أمان.
إنها بغير أمان الآن، لأن المفاهيم انقلبت، والقيم تدهورت، والمسلم أى مسلم ـ إلا من رحم ربى أصبح عبداً لهواه، بعد أن أصبح الكذب والنفاق والتزلف والتقرب من صاحب العمل، أو صاحب القرار، ليس عيباً، بل أصبح غاية، ومطلبا، وهدفا، لتحقيق مصالح دنيوية زائلة.
وهنا يجب أن نقف، ونتساءل، ونفكر فى حال المسلمين، فى ماضيهم وحاضرهم، لماذا تدهور حالهم؟!، لماذا ضعفوا؟!، لماذا استكانوا؟!، لماذا ذهبوا لمن لا يملكون من أمرهم شيئا ليقولوا لهم إنا معكم، واهمين أن مصالحهم ومجدهم وعزهم لن يأتى إلا بهم، ومن هنا علينا أن نسأل لماذا وكيف، جاء من بطون أمهات هؤلاء المسلمون ـ إن كانوا كذلك ـ جهاديين، وداعشيين وسلفيين ودمويين؟! لماذا هم راضون عن أنفسهم، عن ضعفهم، عن هزيمتهم، لماذا يستسلمون لمن يفكر لهم، ويستبد بهم؟! ويأخذهم إلى حيث لا يعلمون؟!، الإجابة، لأنهم فقدوا الحرية بجميع أنواعها؟! حرية القول والفعل والعمل والمناقشة، ومعرفة الله وعبادته سراً وعلانية، لأنه هو الله.