«فتاوى القوارير»| هل يجوز أن يرى خطيبي شعري ويسمعني كلام حب؟

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تكثر التساؤلات في كل بيت حول ما يجوز للخاطب مع عروسه، قبل عقد القران.


وعن سؤال نصه: «أنا مخطوبة وسأتزوج قريبًا، ويطلب مني خطيبي عدم ارتداء الحجاب أمامه، فهل يجوز ذلك؟»، أفاد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أنه يجوز للخاطب أن ينظر إلى وجه وكفي خطيبته، وهو ما يأتي باتفاق الأئمة الأربعة، أبوحنيفة، ومالك، والشافعي، وابن حنبل.

وقال «جمعة» إنه يجب على المخطوبة ستر عورتها أمام خطيبها ما عدا الوجه والكفين، وهذا ما رآه جمهور الفقهاء، لافتا إلى أن ابن حزم الظاهري رأي أنه يجوز للخطيب النظر إلى شعر خطيبته.

وأشار إلى أن ابن حزم الظاهري أباح عدم ارتداء الحجاب أمام الخطيب، استنادًا إلى الحديث الذي روي أن سيدنا جابر -رضي الله عنه- «كان يتلصص في نخل لقومه لمن أراد أن يخطبها».


وأوضح أنه إذا أراد أحدٌ من قوم جابر -رضي الله عنه- أن يخطب فكان «جابر» يختبئ في النخل ليرى شعرها ليخبر «الخاطب» بذلك، مشيرًا إلى أن جمهور العلماء عللوا بأن هذا الحديث بأنه من قبيل العادات والعرف في هذه البلدة وليس حكمًا شرعيًا يعتمد عليه في إباحة النظر إلى شعر المخطوبة. 


وأضاف المفتي السابق، بأنه على الخاطب أن يكتفي بالنظر إلى وجه وكفي خطيبته، موجهًا رسالة للسائلة: «قولي لخطيبك إن الشيخ بيقول لأ، وخليها في الشيخ وهو مش هيعرف يدعي عليا».


واختلفت في الرأي الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، خلال مداخلة سابقة على إحدى الفضائيات، قائلة إن الخطيب له الحق في رؤية شعر خطيبته وذراعيها وساقيها وهذا رأي الحنابلة، وهذا الرأي في كتاب المغني لابن قدامة في الجزء السابع.


وأضافت أن المرحلة الأهم في الزواج هي الخطبة التي يتم التعارف فيها بشكل تام بين الخطيبين بحضور الأسرة.

ولفتت إلى أن جمهور الفقهاء يرى أن الخطيب له الحق في رؤية الوجه واليدين فقط، موضحة أنها تؤيد رأي الحنابلة في حضور الأهل دون خلوة، لأن الخطيب له الحق في رؤية ما يحببه في خطيبته من أجل الزواج.


وماذا عن كلمات الحب قبل الزواج؟
وعن هذا السؤال، قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن للحب معانً كثيرة، ومنها قول الصديق لصديقه: إني أحبك، وتعني التقدير والاحترام وأنه يقدر دور هذا الصديق في حياته.


وأوضح أن هناك معنى آخر للحب وهو ميل قلب الشخص لغيره من الجنس الآخر، مؤكدًا أن هذا النوع لابد أن يكون مصحوبًا بنوع من الميل إلى التواصل الجسدي، لافتا إلى أن هناك نوعًا ثالثًا من معاني الحب، وهو الإعجاب الذي يعد أولى خطوات حب الميل القلبي.


وأشار إلى أن كلام الخاطب مع مخطوبته قبل الزواج؛ جائز إن كان بالمعروف، والمشاعر التي تكمن داخل نفس الإنسان لا يحاسب الإنسان عليها، بخلاف السلوك والتصرفات التي يترجمها الشخص بناءًا على هذه المشاعر.

وأكد أمين الفتوى بدار الإفتاء أن تصريح الشاب أو الفتاة لغيره بالحب الذي معناه الميل القلبي، لا يجوز قبل الزواج، لأن الميل القلبي يقتضي الميل التواصل الجسدي.