نحن والعالم

السباق للقمر

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

فى مقابل التداعى المستمر لأسطورة "التفوق الأمريكى" التى هدمها فيروس ضئيل لا يتجاوز حجمه1/10 من رمش العين،ارتقت الصين درجة جديدة فى "سلالم" الطريق للزعامة، بإرسالها مركبة فضائية للقمر لجمع عينات صخرية. هذه الخطوة تعّد تمهيدا لخطط بكين المستقبلية ببناء محطة أبحاث على سطح القمر بين عامى 2021 و2030،وقاعدة استراتيجية بين عامى 2036 و2045 ، يحذر البعض من انها قد تتحول لقوة فضائية ذات استخدامات عسكرية.. تحرك بكين نحو القمر لا يكسر فقط الاحتكار الأمريكى-الروسى للأنشطة الفضائية،ولكن يضيف ملعباً جديدا تنافس فيه واشنطن وتثبت جدارتها للريادة.فعلى عكس الاتحاد السوفيتى الذى اندفع لمناطحة امريكا عسكريا وصار معها قدم بقدم فى السباق الفضائى،اختارت الصين ساحات معاركها بعناية.فبدأت بالتفوق الاقتصادى وأصبحت ثالث أكبر اقتصاد فى العالم، ودخلت فى حرب تجارية حامية الوطيس مع امريكا، وبدأت فى الدفع بعملتها "اليوان" فى تعاملاتها التجارية مع بعض الدول. بعدها اخترقت بكين "الأرض المحرمة" بدخولها فى منافسة على التكنولوجيا مع امريكا حتى ان خبراء الحوسبة المتقدمة فى وكالة الأمن القومى حذروا من أن الصين "من المرجح للغاية" أن تتولى القيادة فى مجال الحوسبة الفائقة قريباً.. ثم جاء التفوق الصينى فى إدارة أزمة كورونا ومنافستها الكبار فى عمل لقاح ناجع له ، ثم أخيرا "الفضاء" والسباق نحو القمر..تسير الصين بتؤدة وتروى نحو القمة دون صوت عال ولا قوة عسكرية، وتكتسب كل يوم أرضا جديدة فى مناطق لم تطرقها قوة منافسة لأمريكا من قبل... من أجل هذا تعتبر واشنطن بكين اليوم أكبر تهديد لها.