هل تلجأ تيجراي لحرب العصابات في إثيوبيا؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كتبت: ياسمين السيد هاني 

يتوقع مراقبون أن تعود جبهة تحرير شعب تيجراي (تي بي إل إف)، إلى الجبال لشن حرب عصابات ضد الحكومة الفيدرالية، وذلك بعد أن ظلت في السلطة في إقليم تيجراي الإثيوبي الشمالي لما يقرب من ثلاثة عقود.

وذكر تقرير لـ"بي بي سي"، أن من بين هؤلاء في تيجراي، قدامى المحاربين في حرب العصابات التي استمرت 17 عاما والتي أدت إلى استيلاء جبهة تحرير شعب تيجراي على السلطة في العاصمة الفيدرالية أديس أبابا في عام 1991، والذين سيطروا بعد ذلك على الجيش وأجهزة المخابرات في البلاد حتى قام رئيس الوزراء أبي أحمد بتطهيرهم عندما تولى منصبه في عام 2018 واتهمهم بالقمع والفساد، وهي الاتهامات التي ينفونها.

وبعد أن انسحبوا إلى معاقلهم في تيجراي فيما فرض أبي أحمد سيطرته على بقية إثيوبيا، قاموا في وقت سابق من هذا الشهر بالسيطرة على قاعدة هي أكبر قيادة عسكرية إقليمية للجيش الفيدرالي، وهي جزء من القيادة الشمالية، تقع بالقرب من ميكيلي عاصمة الإقليم دون مقاومة تذكر على ما يبدو، واستولت جبهة تحرير شعب تيجراي على مجموعة من الأسلحة بما في ذلك الصواريخ.

جاء التصعيد الأخير، عندما قررت حكومة أبي أحمد استبعاد الإقليم من التمويل، بعدما قام بإجراء انتخابات "غير قانونية" للهيئة التشريعية الإقليمية في سبتمبر الماضي، بدلا من الالتزام بقرار اتحادي بتأجيل جميع الانتخابات بسبب فيروس كورونا.

ونقلت "بي بي سي" عن ويليام دافيسون، محلل شؤون إثيوبيا في مجموعة الأزمات الدولية، أن جبهة تحرير شعب تيغراي قد تكون قادرة على حشد أكثر من 200 ألف مقاتل من الميليشيات في القرى إلى القوات الخاصة في الحكومة الإقليمية، وأضاف: "بسبب الديناميات السياسية المتغيرة على مدى العامين الماضيين كان هناك تجنيد وتدريب كبير في تيغراي".

ولا تقدم مجموعة الأزمات الدولية تقديرا لقوة الجيش الإثيوبي، لكن تنقل وكالة "رويترز" للأنباء، عن مجموعة جينيس للبيانات الأمنية قولها إن لدى إثيوبيا نحو 140 ألف عنصر نشط معظمهم في الجيش.

وقال أرهي همدناكا، الذي شارك في حروب العصابات ضد الحكومات الإثيوبية السابقة، وأصبح نائبا في البرلمان السويدي، إن الهجوم في الغرب كان يهدف أيضا إلى تأمين الحدود مع السودان، مشيرا إلى أن ذلك أمر حيوي لمنع جبهة تحرير شعب تيغراي من إقامة قواعد هناك، كما فعلت عندما قاتلت النظام الماركسي التابع لـ"منغستو هيلا مريام"، قبل 29 عاما، فالسبيل الوحيد لهروب الجبهة والحصول على إمدادات جديدة هو عبر السودان.

أما الشمال فتقع فيه إريتريا، وقد أصبح رئيس الوزراء آبي أحمد حليفا قويا للرئيس الإريتري أسياس أفورقي، الذي خاض حربا حدودية مريرة مع إثيوبيا عندما كانت تحت سيطرة جبهة تحرير شعب تيجراي.

ونقلت "بي بي سي"، عن عدة مصادر في إريتريا، أن القوات الإثيوبية تعبر الحدود لإعادة تجميع صفوفها ومعالجة جرحاها في المستشفيات العسكرية، على الرغم من أن الحكومتين تنفيان تورط إريتريا في نزاع تيجراي.

وقال دافيسون: "تيجراي محاصرة، لا تستطيع جبهة تحرير شعب تيغراي الاستمرار في حرب تقليدية"، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن القوات الفيدرالية ستحقق النصر السريع الذي تأمل فيه.