السيارات المستعملة المصدرة إلى أفريقيا تهدد حياة الإنسان

صورة موضوعية
صورة موضوعية

أكد تقرير نشره موقع "scidev" أن السيارات الخفيفة المستعملة، والمستوردة من البلدان الغنية تزيد من مشكلات تلوث الهواء في إفريقيا بشكل كبير، خاصة وأن من بين المركبات المستعملة "الخفيفة" التي تم تصديرها عالميًا بين عامي 2015 و2018 ، ذهب معظمها إلى إفريقيا بحسب التقرير.

اقرأ أيضا | دراسة فرنسية تحذر: مستويات مقلقة لتلوث الهواء في القاهرة

ويضيف التقرير، أن معظم هذه المركبات تؤدي إلى تلوث وتدهور جودة الهواء في إفريقيا، وتعيق الجهود المبذولة للتخفيف من آثار تغير المناخ.

وتعد انبعاثات المركبات مصدرًا مهمًا للجزيئات الدقيقة القابلة للاستنشاق بأقطار 2.5 ميكرومتر أو أقل، وهي المعروفة باسم PM2.5، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، التي أكدت أن التعرض طويل الأمد لهذه الجسيمات يصيب صخة الإنسان بأمراض الرئة والقلب.


 
ويقول روب دي جونج، رئيس وحدة التنقل المستدام في برنامج الأمم المتحدة للبيئة: "تعتمد إفريقيا إلى حد كبير على مركبات الخدمة الخفيفة المستعملة في النقل والعدد في ازدياد"، لافتا إلى أن نحو 90% من تلك المركبات لا يستوفون الحد الأدنى من المعايير المطلوبة المحددة في البلدان المصدرة مثل تركيب المرشحات التي تقلل التلوث.
 
وحلل الباحثون بيانات بيع السيارات في 146 دولة من مصادر مثل الرابطة الدولية لتجارة السيارات، وقاعدة بيانات Eurostat Comext التابعة للمفوضية الأوروبية.


 
 ووجد الباحثون، أن الوجهات الرئيسية للسيارات المستعملة من الاتحاد الأوروبي، هي غرب وشمال إفريقيا؛ وتصدر اليابان بشكل أساسي إلى آسيا وشرق وجنوب إفريقيا، والولايات المتحدة بشكل أساسي إلى الشرق الأوسط وأمريكا الوسطى.
 
وقال إنغر أندرسن، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: "يعد تنظيف أسطول المركبات العالمي أولوية لتحقيق أهداف جودة الهواء والمناخ العالمية والمحلية، وعلى مر السنين، زادت البلدان المتقدمة من تصدير سياراتها المستعملة إلى البلدان النامية؛ لأن هذا يحدث إلى حد كبير دون تنظيم، فقد أصبح هذا تصدير المركبات الملوثة".
 
وأضاف، أن معظم البلدان الأفريقية ليس لديها مكافئ قياسي لانبعاثات المركبات الأوروبية EURO4 الذي يحد ويتحكم في كمية الانبعاثات الكيميائية الضارة التي تنتشر في الهواء، مثل أول أكسيد الكربون، والهيدروكربونات وأكاسيد النيتروجين.


 
وتقول جين أكومو، مسؤولة البرامج بوحدة جودة الهواء والتنقل في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن السياسات المتعلقة بالمركبات المستعملة المستوردة رديئة، أو ذات معايير منخفضة في معظم البلدان الأفريقية، خاصة وأن الدول الأفريقية ليس لديها معيار تصنيف قوي عندما يتعلق الأمر بقبول السيارات المستوردة، لافتة إلى أن حوالي 30 دولة في إفريقيا ليس لديها أي حدود عمرية للسيارات. لذلك أي نوع من السيارات من أي نوع يمكن أن يأتي.
 
 
وتزن المركبات الخفيفة بشكل عام أقل من 3.5 طن، وتشمل سيارات الصالون، والمركبات الرياضية، والحافلات الصغيرة.
 
وذكر التقرير الذي نشره برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) مؤخرا، إنه من بين 14 مليون مركبة مستعملة تم تصديرها في جميع أنحاء العالم من أوروبا والولايات المتحدة واليابان، وحصلت البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل على 70%، منها فقط نحو40 % تم تصديرها إلى أفريقيا.


  
ووجد الخبراء أن 90 ٪ من هذه السيارات فشلت في تلبية معايير السلامة والبيئة في الدولة التي تم تصديرها منها دول أفريقيا، مؤكدين أن المركبات ليست فقط عرضة للتسبب في وقوع الحوادث، ولكن أيضا سببا رئيسيا في تلوث الهواء الذي تسببه يساهم بشكل كبير في تغير المناخ، فضلاً عن آثاره الصحية.