وهل يستطيع بايدن أن يحيي الموتي؟

أمير فوزي
أمير فوزي

مرت مصر في السنوات الأخيرة بأخطر مؤامرة في تاريخها الحديث وكان رأس الحربة في هذه المؤامرة هو جماعة الاخوان التي كانت أسوأ ما زرعه الاستعمار الانجليزي قبل أن يرحل من مصر غير مأسوف عليه.

 

وبلا جدال كانت مصر محظوظة جدا لأن الجيل الحالي من الجماعة هو الأكثر غباء بين كل أجيالها على الاطلاق.. وآخر دليل على ذلك هو فرحة الخراف الهيستيرية بالإعلان غير الرسمي عن فوز بايدن بالانتخابات الأمريكية ظنا منهم أن في ذلك حلا لحالة الموت الاكلينيكي التي يعيشون فيها الآن.

 

ونسي هؤلاء الأذكياء بالفطرة أن أوباما وتابعه بايدن كانوا يحكمون أمريكا في الوقت الذي كان الاخوان فيه في أقوي حالاتهم عبر التاريخ ويحكمون مصر  ورغم ذلك لم تستطع أمريكا ولا أي قوة علي ظهر الأرض أن تمنع مصر من إرسال الجماعة إلى مزبلة التاريخ.

 

مصر الآن أقوي من أي وقت مضي عبر تاريخها الحديث .. قلصت مصر بشكل كبير في السنوات الأخيرة من اعتمادها علي السلاح الأمريكي وعلاقاتها ممتازة مع الحليف الروسي والصيني والأوروبي؛ حققت معجزة تنموية ووضعت أسس نهضة اقتصادية مستدامة وتؤكد كل مؤسسات التصنيف الدولية المحايدة أن الاقتصاد المصري في طريقه ليكون ضمن أقوي عشرين اقتصادا في العالم في غضون سنوات قليلة ؛ فرضت مصر كلمتها في ليبيا ورسمت لاردوجان "عجل الجماعة المقدس" خطا أحمر منذ شهور لم ولن يجرؤ علي محاولة الاقتراب منه ؛ فرضت مصر ارادتها في شرق المتوسط عبر ترسيمها لحدودها البحرية مع قبرص واليونان وأنشأت منتدي غاز المتوسط وحولته إلى منظمة اقليمية من حلفائها الاستراتيجيين لتدعيم دورها المتعاظم عالميا في تجارة الغاز؛ حسمت القاهرة بشكل كبير معركتها مع الارهاب في سيناء وفي نفس الوقت تتحسب لكل سيناريوهات ملف سد النهضة وأعلنت بمنتهي الحسم أنها لن تفرط في قطرة مياه واحدة من حقها التاريخي في مياه النيل؛ نجحت مصر في احداث نقلة نوعية في تسليح جيشها العظيم القلب الصلب للدولة المصرية وأصبح الجيش المصري الآن من أقوى عشرة جيوش في العالم..
 صحيح أن الإدارة المصرية كانت تتمني نجاح ترمب لكنها كانت تتوقع نجاح بايدن ولا أخفي سرا أن الكثير من الملفات تم حسمها تحسبا لوصول اليسار الراديكالي إلى الحكم في أمريكا.

 

الإدارة الأمريكية الجديدة تعرف يقينا أن ورقة الاخوان قد احترقت للأبد وستحاول أن تساوم بهذه الورقة وبملف الحريات لضمان استمرار النفوذ الأمريكي التقليدي في مصر ولكن أمريكا في النهاية أدركت بأن مصر قد تحولت على يد السيسي إلى الرقم الصعب في معادلة الشرق الأوسط وخسارة مصر كحليف استراتيجي لأي سبب هو درب من الجنون.

 

لقد مات تنظيم الاخوان داخل مصر لكن الخراف يؤمنون بأن بايدن قادر على أن يحيي الموتى.