من تهدد الصواريخ الصينية «DF-17» تايوان أم القواعد الأمريكية؟

صواريخ من طراز  DF-17
صواريخ من طراز DF-17

بدأت الصين مؤخرا، في نشر الصواريخ التي تفوق سرعة الصوت، من طراز DF-17، بعدد من المواقع الاستراتيجية، بهدف معرفة نوع الخطاب الذي قد يأتي من الولايات المتحدة، فيما يتعلق بالرد المحتمل على الغزو الصيني لتايوان.

ووفقا لموقع "national interest"، فإن أحد التفسيرات المحتملة لمواقف الصين والاستعدادات المحتملة، هو أن القادة العسكريين الصينيين، يعتقدون أن لديهم حاليًا ميزة على القوات الأمريكية، وهو شيء قد يرغبون في استغلاله قبل أن يتلاشى، فتقوم الصين حاليا بنقل صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت إلى ساحلها الجنوبي، كجزء من تحرك واضح لإظهار العزم على غزو تايوان المحتمل، وهو احتمال أصبح أكثر واقعية، بفضل التدريبات المكثفة ودوريات القاذفات والألعاب الحربية والتحديث المتسارع بالجيش الصيني.

وذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، أن صاروخ الصين الأسرع من الصوت الأكثر تقدمًا، وهو صاروخ DF-17، سيتم نشره على طول الساحل الجنوبي الشرقي للصين فيما يمكن أن يكون إشارة أو استعدادًا لمحاولة لم شمل تايوان بالقوة، بحسب وصف الصحيفة.

ومن المثير للاهتمام، أن تقريرًا نشرته صحيفة "جلوبال تايمز" المدعومة من الحكومة الصينية، يقول إن القصد من السلاح الفرط صوتي هو إحباط "الدخلاء الأجانب"، الذين يسعون إلى التدخل ووقف الغزو الصيني لتايوان.

وصواريخ "DF-17" ليست للاستخدام على أهداف مقرها تايوان، لأن المسافة القريبة بين الجزيرة والبر الرئيسي تجعل مهمة القصف ضد الأهداف العسكرية التايوانية سهلة للغاية، والصواريخ المتقدمة مثل DF-17، إذا تم نشرها، سيكون الهدف من وراء ذلك هو استهداف الأعداء الأقوياء الذين يحاولون التدخل في شؤون تايوان، خاصة خلال عمليات جيش التحرير الشعبي.

وتمضي الصحيفة لتقول، إن قاذفات الصواريخ الصينية والصواريخ التي تطلق من الجو، يمكن أن تصل بسهولة إلى تايوان، مما يجعل من الممكن استخدام السلاح الفرط صوتي ضد القوى الكبرى المنافسة، التي من المرجح أن تدافع عن تايوان، مثل الولايات المتحدة.

وأضافت الصحيفة: "إذا نشر جيش التحرير الشعبي صواريخ مثل DF-17، فسيكون ذلك سلاحًا لضرب القواعد أو الأساطيل العسكرية للقوات العسكرية الأجنبية في منطقة غرب المحيط الهادئ إذا أقدمت تلك" القوات الأجنبية" على التدخل في عملية جيش التحرير الشعبي لإعادة توحيد الجزيرة"، ووفقا لما ذكرت جلوبال تايمز، نقلاً عن خبير عسكري.

وتمتلك الصين الآن قوة بحرية أكبر من الولايات المتحدة، وقد تتمتع بميزة في مجال الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية والأسلحة فوق الصوتية.

على جانب آخر، تقوم الولايات المتحدة بالفعل باختبار وتطوير العديد من الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، ومن المتوقع أن تصبح جاهزة للعمل خلال السنوات القليلة المقبلة فقط، كما يتحرك البنتاجون بسرعة بشأن خطط تسريع توسعها البحري الهائل، وربما حتى بناء 500 سفينة بحرية. 

وإضافةً إلى ذلك، تضيف الولايات المتحدة أعدادًا كبيرة من الأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض والأسرع والأقل ارتفاعًا، والمتصلة جيدًا بالشبكات لبناء فائض، للعثور على الأهداف الأرضية بسرعة أكبر، والاستعداد لحرب الفضاء، مع دفاعات أقوى من الأسلحة المضادة لما يعرف بـ السواتل وتصلب الشبكات.

وستأخذ العديد من هذه المبادرات الجارية بشكل كامل شكل أصول قابلة للنشر والجاهزة للحرب بعد بضع سنوات فقط من الآن، مما يخلق سيناريو حالي قد يرغب الصينيون في استغلاله، و في الوقت نفسه، قد يكون وضع صواريخ تفوق سرعة الصوت في هذه الأنواع من المواقع الإستراتيجية مجرد موقف جيوسياسي، مصمم جزئيًا لاختبار الوضع ومعرفة نوع الخطاب الذي ينشأ من الولايات المتحدة فيما يتعلق بالرد المحتمل على الغزو الصيني لتايوان.

وفي نفس السياق، وصفت أنباء حديثة الوضع بأنه جانب من الحرب النفسية، مما قد يشير إلى أن الصين تقوم بمناورة أسلحة من هذا النوع كجزء من جهد لردع أو "ترهيب" الولايات المتحدة من خلال استعراض القوة.