إنها مصر

المبـادرة !

كرم جبر
كرم جبر

حماس وزير الشباب الدكتور أشرف صبحى لمبادرة «مصر أولاً.. لا للتعصب»، فيه نقاط إيجابية كثيرة.
بداية لمواجهة الظاهرة المرضية المتمثلة فى تصلب الرأى وغلق قنوات الحوار والتفاهم، وفتح آفاق جديدة لاستعادة أشياء افتقدناها بفعل الأحداث الأخيرة.
كان اللقاء أمس فى مقر جريدة اليوم السابع بحضور رئيس التحرير الأستاذ خالد صلاح ومجموعة فاضلة من الزملاء والزميلات الصحفيين بالمؤسسة، فى إطار التحركات المكثفة لنشر المبادرة وتفعيلها.
المبادرة ليست فقط حدثاً مرتبطاً بمباراة القمة يوم 27 نوفمبر الجاري، ولكنها خطة متكاملة تستمر لمدة عام على الأقل، تتضمن استراتيجيات شبابية وإعلامية للتعامل مع مختلف القضايا التى تشغل الشباب.
الرياضة هى المدخل باعتبارها تستحوذ على الاهتمام الأكبر للرأى العام، وفى القلب كرة القدم، وفى الحنايا الأهلى والزمالك، صاحبا الشعبية الضاربة فى مصر، وتتعلق بهما قلوب ملايين المشجعين.
نجاح المبادرة معناه اقتحام ملفات أخرى كثيرة، بعد تنقية الأجواء فى الملف الأصعب «جمهور الناديين» والتوصل إلى سياسات إعلامية تعلى شأن النقد النظيف دون تجريح أو تحريض أو إثارة الكراهية بين جماهير الناديين.
لا أحد يختلف مع ضرورة التصدى لأى صور التحريض، حفاظاً على سلامة الجماهير وأجواء المنافسة، وحتى تظهر مصر فى الصورة اللائقة بها أمام جماهير الكرة فى كل أنحاء العالم، الذين يتابعون نهائى البطولة الإفريقية.
وبعد المباراة يمكن أن تنطلق المبادرة فى طرق أبواب الملفات الشبابية الأخرى، فالشباب يشكلون 65% من المجتمع، وإذا أردنا أن نعرف شكل المستقبل، فلننظر إليهم الآن ونحاور عقولهم.
الحوار مع الشباب يكون بلغة الشباب وأفكارهم ومعتقداتهم، ودور الأجهزة المعنية هو الاستماع وتفعيل المناقشات الجادة، وتوجيه الدفة برفق ووعى فى الاتجاه الصحيح.
والطموح كبير.
النزول إلى الأندية ومراكز الشباب والتواصل مع أجيال المستقبل وتدريبهم على المناقشة وثقافة الاستماع للرأى الآخر وتبنى وجهات النظر الصحيحة التى يقتنعون بها.
وإذا لم يتم مخاطبة الشباب بعقول الشباب فسوف يتصرفون ويديرون ظهورهم، فهذا ليس جيل الإملاءات ولكن التفكير والتدبير، ويحتاج إلى شحنات من الوعي.
نجاح المبادرة يعتمد بالدرجة الأولى على الإعلام الذى أصبح عنصراً رئيسياً فى النجاح والفشل، بكل أشكاله وصوره وتفاعلاته، من الإعلام الرسمى حتى الخاص وأيضاً السوشيال ميديا.
السوشيال ميديا تحتاج تفكيراً هادئاً وعلمياً من الإعلاميين للتواصل مع هذا الفضاء الفسيح البعيد عن السيطرة ليس فى مصر وحدها بل فى العالم كله، ويبدو أن السنوات القادمة ستشهد انحصاراً للكيانات الرسمية ويحل محلها أشكال أخرى أكثر مرونة واستيعاباً للثورات التكنولوجية التى تزحف بسرعة.
المبادرة خطوة على طريق يجب أن يمتد طويلاً، وأن تضع نصب أعينها هدفاً ثابتاً، تحفيز العقل المصرى على التفكير والإبداع والتخلص من السلبيات والقيود، وأبرزها التعصب، وإذا نجحنا فى الرياضة بإذن الله، فالطريق لن يكون صعباً.