مشهد لا تنساه نجاة الصغيرة مدى الحياة

الفنانة نجاة
الفنانة نجاة

"نجاة الصغيرة".. لقب يسبقه تاريخ طويل من العطاء الفني، حفر لها مكانة خاصة في قلوب عشاق الطرب في الوطن العربي، والتي نشأت في أسرة فنية، حيث كان والدها محمد حسني فنان كبير في الخط العربي، وكل أشقاءها فنانون، وفنانات ما بين عازف، ومغن، ورسام، وهي الأخت السابعة لثمانية أشقاء، وشقيقات، من زوجات آخريات، أكبرهم خديجة ثم نبيل، فاروق، سميرة، سامي، عفاف، ثم صباح التي لقيت حتفها في حادث سيارة، وأخيرا سندريلا الشاشة، سعاد حسني.


نجت من موت محقق، في آواخر الخمسينيات، أثناء استقلالها السيارة بجوار زوجها آنذاك المهندس كمال منسي، الذي كان يقود السيارة، ووالد ابنها الوحيد، وفجأة خرجت أمامهما سيارة مسرعة من الاتجاه الآخر، وحاول زوجها تفادي الاصطدام، فانحرفت بالسيارة واصطدم بالرصيف ثم بسور إحدى العمارات بوسط القاهرة.

 

وصادف مرور طفلة صغيرة في السابعة من عمرها صدمتها السيارة صدمة عنيفة، ونقلت إلى قصر العيني بين الحياة والموت، فلم تتحمل نجاة المشهد، وانهارت عندما وقعت عيناها على دماء الطفلة تغطي الأرض، وسقطت مصابة بانهيار شديد.


وباستدعاء الطبيب لإسعافها، والذي نصحها بعدم مغادرة الفراش لمدة أسبوع، ولا تتكلم مع أحد، ومكثت وحيدة داخل غرفتها لا تشعر برغبة للأكل، أو الشراب، وما إن استطاعت أن تسترد عافيتها، وهدوءها، كان أول شيئ سألت عنه هو الطفلة التي تعرضت لحادث الاصطدام.

 

وما كادت أن تتذكر المشهد حتى انهارت في بكاء مرير، وسارع الطبيب يرد على سؤالها بأن الطفلة في طريق الشفاء، وأخفى عنها الحقيقة المؤلمة وهي ان الطفلة لقت مصرعها متأثرة بجراحها، لكن ظلت نجاة لا تكف عن السؤال عن الطفلة، بينما كان يؤكد لها المحيطون بها أن الطفلة بخير، ووعدت نجاة بأنها سوف تقيم حفلة كبيرة تظل تغني حتى الصباح ابتهاجا بشفاء الطفلة.


ومن الطريف أن نجاة آثرت ألا تركب السيارة مع زوجها، واستعانت بسائق، وظلت هكذا إلى أن انفصلا بالطلاق.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي