قبلة كادت تنهي حياة يحيى شاهين وسميرة أحمد

يحيى شاهين وسميرة أحمد
يحيى شاهين وسميرة أحمد

فتاة مودرن، يفوح منها عطر، ترتسم على شفتيها ابتسامة عذبة تنادي بالقبل، وعندما وصلت إلى القرية لترى الأرض الطيبة، وتسخر من أهلها الذين يروونها بعرقهم، وأثناء سخريتها منهم، وقعت عيناها على شاب ريفي، اكتملت فيه الرجولة، والفتوة، فضلا عن وسامة، وخلق كريم، وصفاء نيته.

 

اقتربت منه، وبعد أن تجاذبا أطراف الحديث اصطحبها ليريها معالم القرية، فوجدت الفرصة للدلال عليه.. وهي لعوب، بينما هو ينظر إليها من طرف خفي، فيبهره ماهي عليه من أنوثة، وجمال، وتبدأ اللعب معه، وتجري أمامه، ويحاول اللحاق بها، لكنها تسبقه وهي تضحك، ثم تصطدم بجسر، وتسقط على الأرض، فيسرع، ويبدأ في تنظيف ثوبها بيده الغليظة، فما كان منها إلا  أن تقول له "أنت ايدك ثقيلة"، فأخذ يربت على ظهرها برفق، ثم يضمها إلى صدره، ويقبلها.

 

هكذا كانت المشاهد التي كان يؤديها الفنان يحيى شاهين، فهو الشاب القروي، بينما كانت الفتاة المودرن  هي سميرة أحمد، لتمثيل تلك اللقطات داخل الأراضي الزراعية بمنطقة الجبل الأصفر، لكن حدث مالم يحمد عقباه، حيث فوجئا أثناء التصوير بمجموعة من رجال القرية والمزارعين، يتجمعون حول الكاميرا يريدون تحطيمها.

 

علت أصوات الفلاحين احتجاجا كي يوقفهما عند حدهما مرددين "دي قلة أدب"، وجرى بعضهم نحوهما، وانسحب البعض الآخر، وعادوا في إيديهم عصا غليظة، والغضب يعلو وجوههم، ينذر بالشر، وارتعشت شواربهم، فما كان من المخرج الذي حاول إقناعهم بأن ذلك تمثيل لأحد الأفلام، لكنهم لم يقتنعوا بشيئ.

 

هرول يحيى شاهين إلى أقرب تليفون، قام بالاتصال بأحد التجار المشهورين بسوق روض الفرج، والذي كانت تربطه به صداقة، لإنقاذ الموقف، وعلمه بأن هؤلاء الرجال يعملون مزارعين في الجبل الأصفر لحسابه، ووعده بالذهاب إليه، لكنهم وقفوا جميعا أمام الفنانين والكاميرا موقف التحدي لمنعهم من اكتمال التصوير، وبعد نصف ساعة حضر التاجر المشهور، ووقف بين رجاله يقنعهم بأن ذلك عمل فني، وطلب منهم أن ينصرفوا إلى أعمالهم، فانسحبوا في هدوء.

 

بقيت سميرة أحمد ترتعش طيلة الوقت، ولم تتمكن من إعادة المشهد، والوقوف أمام الكاميرا، خشية أن يعودوا ويعتدوا عليها بالضرب، لكن طمأنها التاجر، وأقنعها بأن له سلطة الأمر على رجاله، ولايجرؤ منهم أحد على مخالفة أمره.

 

ودارت الكاميرا، وبلغت سميرة أحمد القمة في أدائها بعد أن اطمأنت إلى زوال الخطر، بعدما كادت أن تلقن علقة موت هي ويحيى شاهين، من أجل قبلة أثارت ثائرة ذوي الشوارب الحانقة من رجال القرية، بحسب ما نشرته الكواكب في 14 مايو 1996.

اقرأ أيضا حمادة إمام يلعب للزمالك دون علم والده.. ويهزم الأهلي بالستة