شجون جامعية

‏ما بعد الانتخابات...

د. حسام محمود  فهمى
د. حسام محمود فهمى

‭ ‬‏الانتخاباتُ‭ ‬فرصةٌ‭ ‬للتجديدِ‭ ‬والتغييرِ‭ ‬والمراجعةِ،‭ ‬من‭ ‬الواردِ‭ ‬تشكيلٌ‭ ‬وزارى‭ ‬بعد‭ ‬انتخاباتِ‭ ‬البرلمان،‭ ‬من‭ ‬الواردِ‭ ‬النظرُ‭ ‬فى‭ ‬السياساتِ‭. ‬‏التعليمُ‭ ‬دائمًا‭ ‬ما‭ ‬يكونُ‭ ‬محطَ‭ ‬اهتمامٍ‭. ‬‏مع‭ ‬تقديرِ‭ ‬كلِ‭ ‬جَهدٍ،‭ ‬ماذا‭ ‬استفادَت‭ ‬الجامعاتُ‭ ‬فى‭ ‬السنواتِ‭ ‬القليلةِ‭ ‬السابقةِ،‭ ‬الحكوميةُ‭ ‬منها‭ ‬والخاصةِ،‭ ‬‏هل‭ ‬كانت‭ ‬السياساتُ‭ ‬التعليميةُ‭ ‬حقًا‭ ‬فعالةً؟

‭ ‬‏جامعات‭ ‬الحكومة‭ ‬ترزحُ‭ ‬تحت‭ ‬أعدادٍ‭ ‬كبيرةٍ‭ ‬من‭ ‬الطلابِ‭ ‬وتعانى‭ ‬نقصً‭ ‬واضحًا‭ ‬فى‭ ‬الِامكاناتِ‭ ‬الماديةِ‭ ‬‏من‭ ‬معاملٍ‭ ‬ومكتباتٍ،‭ ‬إضافةً‭ ‬‏إلى‭ ‬ضعفِ‭ ‬مرتباتِ‭ ‬أعضاءِ‭ ‬هيئة‭ ‬التدريسِ‭ ‬وبالذاتِ‭ ‬المتفرغون‭ ‬منهم‭. ‬‏ومع‭ ‬هذا‭ ‬الحال‭ ‬طُبِقت‭ ‬برامج‭ ‬الساعات‭ ‬المعتمدة‭ ‬وكأنها‭ ‬المفتاحُ‭ ‬السحرى‭ ‬للعالميةِ‭ ‬رغمًا‭ ‬عن‭ ‬عدمِ‭ ‬رضاء‭ ‬كثيرين‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬هيئة‭ ‬التدريس‭ ‬وهم‭ ‬على‭ ‬درايةٍ‭ ‬بشؤونِ‭ ‬جامعاتِهم‭. ‬‏رؤيةُ‭ ‬الإداراتُ‭ ‬فى‭ ‬أحيانٍ‭ ‬يدخلُ‭ ‬فيها‭ ‬اعتباراتٌ‭ ‬وكأن‭ ‬التصعيدَ‭ ‬ملازمٌ‭ ‬للإدارةِ‭.‬

‭ ‬‏كثيرًا‭ ‬ما‭ ‬يُرفعُ‭ ‬شعارُ‭ ‬اتاحةِ‭ ‬الفرصةِ‭ ‬للشبابِ،‭ ‬هل‭ ‬حققَ‭ ‬فعلًا‭ ‬نجاحًا‭ ‬أم‭ ‬انه‭ ‬مجردُ‭ ‬لافتةٍ؟‭ ‬‏التجربةُ‭ ‬والخطأُ‭ ‬لا‭ ‬تكونُ‭ ‬فى‭ ‬مجالِ‭ ‬التعليمِ،‭ ‬‏الإدارةُ‭ ‬للأكفاءِ‭ ‬فقط‭ ‬أيًا‭ ‬كانَ‭ ‬سنُهم،‭ ‬ولنا‭ ‬أسوةُ‭ ‬‏فى‭ ‬الانتخاباتِ‭ ‬الأمريكية‭. ‬‏أما‭ ‬الجودةُ‭ ‬فلابد‭ ‬أن‭ ‬تخضعَ‭ ‬لرقابةٍ‭ ‬ومراجعةٍ‭ ‬شاملةٍ،‭ ‬فهى‭ ‬فى‭ ‬صورتِها‭ ‬الحاليةِ‭ ‬تحريضٌ‭ ‬للطلابِ‭ ‬على‭ ‬شكوى‭ ‬أعضاءِ‭ ‬هيئةِ‭ ‬التدريسِ‭ ‬بما‭ ‬يصلُ‭ ‬للتنمرِ‭ ‬وكذلك‭ ‬تشجيعٌ‭ ‬على‭ ‬التبرُمِ‭ ‬من‭ ‬المؤسسةِ‭ ‬التعليميةِ‭. ‬‏الجودةُ‭ ‬فى‭ ‬صورتها‭ ‬الحالية‭ ‬تكويمُ‭ ‬اوراقٍ،‭ ‬مكارثية‭ ‬أساسُها‭ ‬أن‭ ‬أعضاءَ‭ ‬هيئاتِ‭ ‬التدريسِ‭ ‬دون‭ ‬مستوى‭ ‬القائمين‭ ‬عليها‭ ‬ودون‭ ‬فهمِ‭ ‬إداراتٍ‭ ‬تفتعلُ‭ ‬الشبابَ‭. ‬ما‭ ‬العائدُ‭ ‬على‭ ‬المجتمعِ‭ ‬والدولةِ‭ ‬من‭ ‬خريجين‭ ‬مُتبرمين‭ ‬رافضين؟‭ ‬‏كيف‭ ‬تُنفق‭ ‬ميزانيةُ‭ ‬الجودةِ‭ ‬وعلى‭ ‬من؟

‭ ‬‏من‭ ‬الضرورى‭ ‬أن‭ ‬تتغيرَ‭ ‬الوجوهُ‭ ‬فى‭ ‬اللجانِ‭ ‬على‭ ‬تعددِها،‭ ‬البقاءُ‭ ‬لفترةٍ‭ ‬طويلةٍ‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬الإحساسِ‭ ‬بالفوقيةِ،‭ ‬والنتيجةُ‭ ‬تكونُ‭ ‬عنترياتٍ،‭ ‬فى‭ ‬أحيانٍ‭ ‬كثيرةٍ‭. ‬‏لابدَ‭ ‬من‭ ‬اختيارِ‭ ‬وجوهٍ‭ ‬خارجَ‭ ‬الدائرةِ‭ ‬المُغلقةِ،‭ ‬‏خارج‭ ‬نعم‭ ‬ونعمين،‭ ‬كفى‭ ‬وجوهٌ‭ ‬اِستهلكَها‭ ‬Facebook‭ ‬والتكويش‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭.‬

‭ ‬‏ثم‭ ‬ألم‭ ‬يحن‭ ‬آوانُ‭ ‬الإقلالِ‭ ‬من‭ ‬الرجوعِ‭ ‬لإحصاءاتِ‭ ‬ترتيبِ‭ ‬الجامعاتِ؟‭ ‬‏‏لا‭ ‬يُنتقى‭ ‬منها‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬بشيرُ‭ ‬لبعضِ‭ ‬إيجابياتٍ،‭ ‬الصورةُ‭ ‬الحقيقةُ‭ ‬أيضًا‭ ‬موجودة‭ ‬فى‭ ‬الإحصاءاتِ‭.‬

‭ ‬للجامعاتِ‭ ‬الخاصةِ‭ ‬مقالٌ،‭‬بإذن‭ ‬الله‭...‬

‭ ‬الشكرُ‭ ‬واجبٌ‭ ‬لكلِ‭ ‬مجهودٍ،‭ ‬وبركاتك‭ ‬يا‭ ‬انتخابات‭...‬

‭ ‬اللهم‭ ‬لوجهِك‭ ‬نكتبُ‭ ‬علمًا‭ ‬بأن‭ ‬السكوتَ‭ ‬أجلَبُ‭ ‬للراحةِ‭ ‬وللجوائز‭.‬

‭ ‬‏‭< ‬أستاذ‭ ‬هندسة‭ ‬الحاسبات‭ - ‬جامعة‭ ‬عين‭ ‬شمس