قضية ورأى

اتجاهات بوصلة مصر

سامى عبد العزيز
سامى عبد العزيز

سامى عبد العزيز

منذ 30 يونيو وقد عرف وأدرك القاصى والدانى إلى أين تتجه بوصلة مصر سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.. تتجه وبالوقائع إلى الاصطفاف والتوحد بعد الاختطاف والتشتت.. تتجه للبناء والانماء والتنمية بكل مجالاتها.. تتجه نحو مصلحة الوطن والمواطن.. فكلمة تحيا مصر ليست مجرد شعار.. تحيا مصر بمؤسسات مستقلة تناقش وتدرس وتتحاور مع القيادة السياسية لتأخذ دعمها بحكم ما لهذه القيادة السياسية من رصيد ثقة فى الإخلاص والوطنية والمصداقية.. تحيا مصر بقيادة وطنية اعتادت على مصارحة شعبها بحقائق الأمور مهما كانت قاسية ولها تكلفتها، ومن هنا ساند الشعب هو والقيادة الواعية المنصتة لنبض الناس.. وقد يسألنى سائل لماذا هذا المقال فى هذا التوقيت ؟ وبكل الصدق أجيب.. لقد وقع فى يدى فيديو للرئيس الأمريكى المنتخب يقول أنه لو كان يهوديا يتمنى ان يكون صهيونياً.. وان اسرائيل لابد أن توجد قوية فى منطقتها.. هذا الفيديو وغيره جعل البعض يسأل بل يعلق على مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية فى حالة مجيء بايدن.. وأرد وأقول مصر لم يعد يهمها من يأتى ومن يذهب.. مصر اليوم تجلس فى مكانة مؤثرة على كل الأصعدة الاقليمية والقارية والعالمية.. اليوم أفريقياً عادت لحضن مصر.. اليوم أوروبا حينما تريدالوصول إلى حل مشكلة فى المنطقة الشرق أوسطية تتشاور مع مصر وتأخُذ برأيها ولعل الموقف فى ليبيا أحد الأدلة على ذلك.. وها هو أول تصريح للرئيس بايدن موجها لأردوغان واعتباره مسئولا عن الاوضاع الخطرة فى المنطقة أليس هذا أمرا يسيرا فى اتجاه بوصلة مصر السياسية.. مصر اليوم تتنوع مصادر سلاحها لجيشها الذى يحتل مرتبة متقدمة فى قوة الجيوش العالمية.. مصر اليوم لا معونات توقفها أو حتى تساعدها.. مصر اليوم لها وجودها المؤثر فى كافة المحافل الدولية ومدعوة لكل المؤتمرات الدولية التى تناقش أوضاع العالم.. ولعل الموقف فى شرق المتوسط يعكس هذا بوضوح.. الأدلة عديدة والتى استخدم بعضها لأؤكد أن البوصلة المصرية تعرف وتحدد اتجاهاتها بوضوح.. فلا يشغلها من يجلس فى البيت الأبيض أو البيت الأسود أو الأحمر.. وقبل وبعد هذه الأدلة الحصانة الأمنية والمجتمعية التى تجعل من يخاطب رئيس مصر يعرف أن وراءه شعبا بأكمله يسانده ويدعمه ويفوضه بعد أن جاء تفويضه له فى 30 يونيو بأعظم النتائج.. يكفى انهيار دولة الظلام الإخوانية الإرهابية.. نعم بوصلة مصر واضحة المعالم والاتجاهات ولا يحركها أحد من الخارج وإنما تحركها إرادة أمة ورؤية قيادة.