إنها مصر

الرهان على مصر !

كرم جبر
كرم جبر

الرهان على مصر التى واجهت أصعب المحن والظروف بوحدة شعبها، ورغبته فى رفض أية ضغوط أو املاءات تمس المصالح العليا للبلاد.
إلا الجماعة الإرهابية..
تهلل وتكبر وتحرض حاكم البيت الأبيض الجديد، للوقوف فى وجه ما أسموه «الأنظمة الديكتاتورية»، كما هللت وكبرت عندما جاء الأسطول السادس بالقرب من مياهنا الإقليمية فى أحداث يناير، وطالبت بتدخل عسكرى أمريكى لإعادة مرسى إلى الحكم.
الشعب المصرى هو الذى خلع الإخوان من مقعد السلطة، ولن يستطيع أحد أن يعيدهم إليها، وكلما زادت المؤامرات الإخوانية، ارتفعت الكراهية الشعبية إلى أقصاها.
المثل الشعبى يقول «أنا وأخويا على ابن عمى وأنا وابن عمى على الغريب»، ولكن الإخوان يريدون الغريب أن يغزو بلادهم ليعيدهم حتى لو قتلونا جميعاً، أنا وأخويا وابن عمي.
الجماعة الإرهابية تستخدم نفس المفردات القديمة، التى تغيرت تماماً بفعل الواقع الذى تعيشه البلاد.
حقوق الإنسان والتعذيب فى السجون - مثلاً - وغيرها من نشاز العزف الإخواني، لم تعد تنطلى على أحد، والدليل أن كوادرهم يظهرون فى المحاكمات القانونية بكامل الصحة والعافية، ولا يستطيع أحداً منهم أن يزعم أنه تعرض لأى نوع من التعذيب.
مصر لم تفتح ملفات حقوق الإنسان من أجل أمريكا أو غيرها، ولكن فى ضوء إصلاحات سياسية وقانونية، لتثبيت معالم دولة القانون والمحاكمات العادلة، فليس فى مصلحة أحد أن يعذب متهم أو أن يعتدى على حقوقه.
ومصر لم تتعامل مع كوادر الجماعة الإرهابية بإجراءات استثنائية أو بمحاكم عسكرية، ولكن بالمحاكم العادية والنظام القضائى المعمول به فى البلاد.
ليس صحيحاً - إذن - أن أمريكا كانت «سيبانا فى حالنا» فى حكم ترامب، وفى لقاء لى منذ فترة مع السفير الأمريكى بالقاهرة جونثان قال أنه جاء إلى مصر لاسترجاع العلاقات الطيبة، ومد جسور التعاون بعد فترة من سوء العلاقات بين البلدين.
ومنذ عام 2014 تغيرت معادلات كثيرة على أرض الواقع وصارت تفرض نفسها فى ملف العلاقات المصرية - الأمريكية:
> أولاً: خرجت مصر من زمام الربيع «الجحيم» العربي، قوية وصلبة ومتماسكة، وحافظت على مؤسساتها الوطنية.
> ثانياً: حافظ الشعب المصرى على وحدته ولم يقع فى أتون الحروب الأهلية، وزادت لحمة عنصرى الأمة فى أشد الأزمات.
> ثالثاً: حققت برامج الإصلاح الاقتصادى نتائج طيبة، بشهادة المؤسسات الدولية، بفعل أجواء الاستقرار فى البلاد.
> رابعاً: زادت قدرة الجيش المصرى التدريبية والتسليحية، وأصبح من أقوى الجيوش فى المنطقة.
> خامساً: حققت مصر نجاحات كبيرة فى الحرب ضد الإرهاب، واستطاعت أن تهدم بنيته الأساسية وقدرته على القيام بأى عمليات مؤثرة.
> سادساً: لم يعد ممكناً الضغط على مصر بأوراق المعونات والمساعدات، واستبدلتها بالاستثمارات والمشروعات المشتركة.
الخلاصة: رهاننا على مصر أولا وقبل كل شيء.