فى الصميم

هل تتحمل أمريكا عواقب السيناريو الخطأ؟

جـلال عـارف
جـلال عـارف

رغم حالة الاحتقان التى تصاحب الانتخابات الرئاسية فى أمريكا التى تبلغ ذروتها اليوم مع موعد الاقتراع الحاسم، إلا أن معظم التقديرات تشير الى أن اليوم الانتخابى الكبير سيمر بدون صعوبات أساسية ما لم يحدث ما يخرج عن كل التوقعات.
ورغم أن المؤشرات تقول إن هذه الانتخابات ستشهد إقبالا غير مسبوق، إلا أن الاستعدادات كاملة للتعامل مع الموقف ومراعاة ظروف انتشار وباء كورونا وما تفرضه من احتياطات بالإضافة الى الأعداد الهائلة التى صوتت بالفعل عن طريق البريد أو التصويت المسبق والتى جاوزت ٩٠ مليون ناخب.
قد تحدث مناوشات معتادة أمام اللجان أو محاولات لتعطيل عمليات الاقتراع ولكن السلطات لابد أن تكون قد اتخذت الاحتياطات اللازمة لمواجهة مثل هذه المواقف والمشكلة الحقيقية ستبدأ مع إغلاق صناديق الاقتراع. فى العادة كان الإعلان عن النتائج يتم تباعا فى نفس الليلة بصورة مبدئية، وكان هناك حالات يعاد فيها فرز الاصوات فى بعض الدوائر، وحالات أخرى تذهب للقضاء ويتم فيها الفصل بصورة عاجلة.. وكان الامر ينتهى بإعلان الرئيس الفائز وتهنئة من خسر السباق له مهما كانت التحفظات.
هل سيتكرر ذلك اليوم ويعرف العالم من سيحكم أمريكا فى السنوات الأربع القادمة؟.. سيحدث ذلك إذا كانت النتائج حاسمة وإذا كان فوز أحد المرشحين ساحقا. أما إذا كانت النتائج متقاربة والمنافسة فى العديد من الولايات المتأرجحة غير محسومة حتى اللحظات الاخيرة فإن الأمر سيختلف والنتائج قد تتأخر حتى نهاية الأسبوع فى أفضل الأحوال، وقد تتأخر أكثر اذا ساءت الامور وتحول الأمر الى نزاع قضائى أمام المحكمة الفيدرالية العليا والتى لن يكون قرارها بعيدا عن تأثير المعركة الأخيرة التى أصر فيها ترامب على تعيين قاضية جديدة فى المحكمة قبل أسبوع من الانتخابات!!.
فى اليوم الأخير من الحملة الانتخابية برز خطر جديد كان مستبعدا حتى الآن، طلب الديمقرطيون ألا يتم الإعلان عن نتائج التصويت إلا بعد الانتهاء من فرز الاصوات بما فيها التصويت بالبريد الذى يمكن ان يتأخر فرز بطاقاته بعض الوقت بسبب قلة الامكانيات امام الزيادة الكبيرة فى أعداد المصوتين. فى المقابل أعلن البيت الابيض انه سيستضيف احتفالية يرأسها ترامب مساء الثلاثاء (!!) وقد يكون هذا من باب دعم ثقة أنصار ترامب فى الانتصار، لكن السيناريو الذى يخشاه الكثيرون ان يكون ذلك تمهيدا لإعلان مسبق من جانب ترامب بالفوز، فإذا جاءت النتائج النهائية بعكس ذلك، جاء معها الحديث عن التزوير واللجوء للقضاء، وربما تبرير عدم الاعتراف بالنتائج بكل ما يحمله ذلك من مخاطر.
وتتبقى الحقيقة الأساسية.. قد تحتمل أمريكا ألا تعلن نتائج الانتخابات اليوم أو غدا لكنهاــ فى كل الاحوال ــ لابد ان تكون جاهزة لتسليم السلطة للرئيس الفائز فى العشرين من يناير القادم. حتى أمريكا بكل قوتها لا تتحمل عواقب السير فى الطريق الآخر