أفكار متقاطعة

سيد الأكوان

سليمان قناوى
سليمان قناوى

لم نعان حرمانا بسبب كورونا أشد من إغلاق المسجد النبوى وروضة نبينا الشريفة صلى الله عليه وسلم، لحوالى ستة أشهر. فقد كان التواصل مع الأهل والأحباب والزملاء بالصوت والصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعى. أما خير مساجد الدنيا بعد الحرم المكى (المسجد النبوى) فقد احترقنا شوقا إليه، حتى النظر إلى الروضة الشريفة حرمتنا منه قناة المسجد النبوى التى كانت تركز على سقفه والأجزاء العلوية من عمارته طوال فترة إغلاقه ربما حرصا على عدم تجييش مشاعر المشتاقين لرؤية روضة رسولنا. وأقول دوما قلوب أهل الحب تحن إلى نبيها وإن باعدتها الأماكن والزمن. الحمد لله على إعادة فتح المسجد النبوى. وتزداد الأشواق ويفيض الشغف مع اقتراب مولد سيد الأكوان شفيعنا محمد، اليس هو المبعوث رحمة للعالمين، لا المسلمين فقط. أليس هو أعظم الخالدين المائة كما اعترف - مايكل هارت فى كتابه الشهير- بقدراته الفذة على الإنجاز والتغيير الدينى والدنيوى والذى اقتصرت فيه جهود التسعة والتسعين الآخرين على الإنجازات الدنيوية فقط. وعلى عكس شهادة هارت، فإن بعضا من كتاب السيرة المسلمين ركزوا فقط فى كتبهم على حروب الرسول التى لم تستغرق سوى سنة وثلاثة أشهر، فى حين دامت البعثة المحمدية ومشروعها الحضارى لبناء دولة مدنية بالمدينة المنورة، ثلاثة وعشرين عاما. دولة قامت على التسامح وحرية العقيدة والشورى والمساواة بين البشر والصفح عند المقدرة وعدم مقابلة الاساءة بمثلها. لقد بعدنا تماما عن هديه الشريف والذى أضر كثيرا بصورة المسلمين ودفع المتآمرين على ديننا لإلصاق تهمة الارهاب بالاسلام، لكن لا عذر اليوم لجهال القرن الواحد والعشرين الذين يفرغون سمومهم برسومات مسيئة لنبينا بدعوى حرية التعبير. فأولى بديهيات هذه الحرية - قبل ان تنتقد شخصا ما - أن تقرأ عنه، لأن المهاجمة على الجهالة، جهل بواح، فلو قرأ أى جهول عند الغرب ما فعله نبينا الكريم مع الأعرابى الذى جاء ليقتله ما رسم هذا ابدا. روى جابر بن عبد الله انه فى غزوة الرّقاع استراح النبى الكريم تحت شجرةٍ بعد أن علّق سيفه عليها، فاستغلّ أحد المشركين ذلك وباغت النّبى وأخذ سيفه، ثمّ رفعه فى وجه النّبى قائلا أتخافني، فرد النّبي: لا، فقال الرّجل: «فمن يمنعك مني»، قال: الله، فسقط السّيف من يد الرّجل فأخذه النّبى ورفعه فى وجه المشرك قائلا: من يمنعنى منك، فقال الرّجل، كن خير آخذ، فعفى عنه النّبي. صلى الله على سيد الأكوان وسلم.