«الأوبرا الخديوية»| الأولى في إفريقيا.. تحفة معمارية بأيادي إيطالية

دار الأوبرا الخديوية
دار الأوبرا الخديوية

«الأوبرا الخديوية» منارة ثقافية أضاءت سماء قارة إفريقيا عام 1869، أمر بإنشائها الخديوي إسماعيل ليعبر عن شغفه وحبه للفن الرفيع، وأراد أن تنافس الأوبرات العالمية، فاستعان بمهندسين إيطاليين واستعان بكبار الفنانين التشكيليين.. وذلك في مثل هذا اليوم 1 نوفمبر 1896م.

 

أياد إيطالية


وكلف الخديوي إسماعيل المهندسين الإيطاليين "افوسكاني، وروسي بتصميم الأوبرا الملكية أو الخديوية، وطلب منهم مراعاة الدقة الفنية والروعة المعمارية، بحيث تتوفر الرؤية الجيدة من كل الزوايا، بالإضافة إلى وضوح الصوت أيضًا، واستعان بكبار المصورين والرسامين لتزيينها وزخرفة المباني على غرار رسوم "الروكوكو، والباروك" الفاخرة وفائقة الدقة والفخامة.

 

وكان الخديوي إسماعيل يريد أن يتم افتتاح دار الأوبرا الخديوية في احتفالات قناة السويس، فأمر بتكثيف العمل لتنتهي في فترة زمنية قياسية، حيث استغرق تشييدها ستة أشهر، بتكلفة بناء مليون وستمائة ألف جنيه.

 

 

زوجة نابليون


واستضاف الخديوي إسماعيل في حفل الافتتاح الإمبراطورة أوجيني، زوجة الإمبراطور نابليون الثالث، والإمبراطور فرانسو جوزيف عاهل النمسا، وولي عهد بروسيا، وبعض العظماء وأقطاب السياسة والفكر والفن من أنحاء أوروبا، الذين حضروا خصيصا حفل افتتاح قناة السويس وافتتاح الأوبرا الخديوية.

 

 

مسرح الأوبرا 


صُنف مسرح الأوبرا الخديوية في ذلك الوقت بأنه واحدًا من أوسع مسارح العالم رقعة واستعدادا وفخامة، حيث كان يتسع لثمانمائة وخمسين شخصا، كما أعدت بالدار الكثير من الردهات المجهزة والمخصصة للراحة والتدخين، أما خلف المسرح فكان هناك مبني من ثلاثة طوابق، احتوى الطابق الأول على حجرات مخصصة لفرق الرقص والتدريبات وغرف للممثلين وفرق الإنشاد، وأعد الطابق الثاني كمخزن للديكورات، واستخدم الطابق الثالث في حفظ الملابس والأثاث والأدوات.

 

 

وتنشر بوابة أخبار اليوم لقطات من أرشيف مؤسسة "أخبار اليوم" لورش صناعة الملابس وتصميم الديكورات والأثاث للعروض المختلفة، واحتوى المبنى على متحف للإكسسوارات والحلي التي تستعمل في الأداء التمثيلي.

 

وظلت «الأوبرا الخديوية» منارة مصرية في خدمة الفن حتى فجر 28 أكتوبر 1971 عندما احترقت، وكانت الأخشاب المستخدمة في بنائها بالكامل من عوامل سرعة انتشار النيران وعدم إمكانية السيطرة عليه، وتضاربت الشهادات حول أسباب الحريق، إلى أن انتهت التحقيقات المطولة إلى أن السبب هو حدوث ماس كهربائي.