بدون أقنعة

يافطة لله يا محسنين

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

لا أحد يستطيع أن ينكر أن فى بلدنا طرقا على أحدث المواصفات العالمية.. طرق نفخر أنها صنعت بأيد مصرية خالصة وشركات مصرية عملاقة تحقق حلمنا فى ربط العاصمة بمختلف المحافظات لتيسير حركة التجارة وخلق مجتمعات سكنية وصناعية وتجارية طال انتظارنا لها وتحققت فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى على أرض الواقع.. نعم هناك جديد كل يوم فى مصر مثلما كنا نقول ونحن نعمل فى الخليج.. كنا نتباهى بطرق سريعة ذات مواصفات عالمية وحارات واسعة وكنا نتمنى أن نجدها فى مصرنا الغالية والحمد لله فقد تحققت فى طرق تربط ما بين القاهرة ومحافظات الصعيد والبحر الأحمر وفى سيناء ومدن القناة ومحافظات الوجه البحرى.. لم نعد نخاف من السفر ليلا أو نهارا.. ونفخر بما يتحقق الآن فى المدن الجديدة من نهضة عمرانية ضخمة على رأسها تلك الطرق الفسيحة التى توفر لنا قيادة سريعة وآمنة تماما جعلت صديقى الخليجى الذى كان فى دورة تدريبية بالقاهرة مندهشا ومبهورا حينما قال لى بفخر: لم يعد ينقصكم شىء.. عندكم الحضارة وتمتلكون العلم والحداثة.. ولهذا لم أعترض حينما قررت ابنتى أن تكمل تعليمها العالى فى مصر السيسى.
هذه المشاعر لصديقى الخليجى لم تأت اعتباطا ولا مجرد حماسة وإنما عن يقين واقتناع بهذا البلد الأمين الذى يتقدم بخطى مدروسة ليحتل مكانته بين الأمم.. لكن هناك عتابا بسيطا لمن يقوم على تطوير وتحديث الطرق فى بلادى.. نعمل ونجدد لكننا ننسى اللافتات على الطرق ويتسبب ذلك فى مشاكل لنا و»نتوه» فى الظلام الدامس ونقف لنسأل المارة فلا نجدهم خاصة على طريق مثل الدائرى، وقد يتعرض الشخص لمشكلة مع قطاع الطرق فى ساعات الليل الأخيرة خاصة إذا كان عائدا مع أسرته عندما يضطر للتوقف لسؤال أى سيارة على الطريق!
الملاحظ - وهذا على معظم الطرق التى يجرى تطويرها - عدم الاهتمام بوضع لافتات تحذير خاصة فى المنحنيات وقد تجد نفسك تسير فى طريق مخالف تماما لوجهتك وتقع فى حيص بيص لا ينفع معك «جوجل إيرث» ولا أجدع جى بى إس مع أن المسألة بسيطة لن تكلف كثيرا لكنها تغنينا عن سؤال لص قد يخرج عليك فجأة بعد توقفك على الطريق.
قبل أيام توقفت على الطريق عائدا من مدينة أكتوبر حيث لا يافطة واحدة توحد ربنا والطريق مظلم تماما الا من أنوار السيارات المسرعة التى تعرف هدفها.. أبحث عن أى شخص يدلنى على هدفى فوجدت سيارة متوقفة لمحت فيها شابا يبحث عن شىء ما فى هاتفه فسألته وإذا به يقول إنه تائه مثلى ويبحث فى الجى بى إس ولا يصل لنتيجة.. كان خائفا منى وكنت خائفا منه!
«يافطة لله يا محسنين» تجنبنا شرور الطريق وتغنينا عن السؤال وتبث فينا روح الطمأنينة يا شركات إنشاء الطرق فى مصر.. عيب والله أن ننفق مليارات من الجنيهات وننسى يافطة تحدد مسار الطريق.. لا يخرج أحد علينا ليقول إن اليافطة موجودة بعد انتهاء الطريق. معلش خليك فى حالك.