متخصصة في تنظيم الجنـــــــــــــــازات .. شركة الراحة الأبدية

حانوتي: هذه الشركات لن تؤثر علينـــــــــــــا ومشكلتنـا في الجمعيات الخيرية!

فريق متخصص وخبراء
فريق متخصص وخبراء

محمد طلعت

 جميعنا مازلنا نتذكر المشاهد الكوميدية للفنان إسماعيل يس في فيلم «حماتي ملاك» الذي أدى فيه شخصية الحانوتي مورد كل شيء وبثمنه بجلبابه البلدي المميز والطربوش. بمقولته الشهيرة وحدووووه، واليوم وبعد أكثر من ٦٠ عامًا تغير شكل الحانوتي المتعارف عليه وتحول إلى شركة مساهمة، فالجلباب البلدي أصبح "يونيفورم" موحدا، وأصبح التعاقد والاتفاق إلكترونيا، ليكون السؤال هل تنقرض مهنة الحانوتي التقليدي مع وجود الحانوتي المودرن خريج مدارس اللغات المتمكن من التكنولوجيا الحديثة؟
هذا ما سنحاول التعرف عليه من خلال التعرف على أول شركة في ذلك المجال.

شركة إسكان لكن إسكان للآخرة اتفق عليها وأسسها مجموعة من الشباب خريجى الجامعات المرموقة لتكون أول شركة مساهمة فى مصر تقوم بدور الحانوتى وتقدم كافة الخدمات فى لحظات الحزن والأهم أنها لاتفرق في الدين فمن المتعارف عليه لدينا اختلاف في طقوس الجنازات بين المسلمين والمسيحيين فكل له طقوسه الخاصة وبالتالي على مدار سنوات طويلة من يعمل في طقوس دفن الموتى المسلمين لايعمل في دفن المسيحيين والعكس صحيح لأنها تحتاج متخصصين، لكن ذلك انتهى فهذه الشركة لديها حانوتية متخصصون سواء كانت الجنازة لمسلمين أو لمسيحيين فهم يقدمون كل شيء .. توابيت مسيحية .. كفن إسلامي ..
شيوخ لقراءة القرآن أو كاهن لقراءة الإنجيل الجميع متوفر لديهم كما شاهدنا خلال تواجدنا معهم.

أول شيء لفت الانتباه هو أن جميع العاملين في شركة تكريم الإنسان من أصحاب الشهادات الجامعية المرموقة أي أنهم يستطيعون أن يحصلوا على المهنة التي يرغبون بها لكن كان هدفهم الذي جمعهم عليه المهندس أحمد جاب الله مؤسس هذه الشركة، هو أنه مشروعهم الذي يستطيعون فيه تحقيق أحلامهم بالإخلاص والعمل، لذلك تجد الجميع لديه الرغبة في تحقيق أقصى نتيجة لصالح الشركة التي تعمل على مدار ٢٤ ساعة كاملة ومنهم من يتحدث بأكثر من لغة تحسبًا لأن يكون المتحدث لايجيد اللغة العربية كالرعايا الأجانب المقيمين في مصر.

عملهم ليس له وقت محدد بل هو قائم على انتظار ملاك الموت، عندها يأتي الاتصال من أهل المتوفي ليتم الاتفاق على الباقة المحددة التي يريدها أهل المتوفي فهناك الباقة الأساسية وهذه تكلفتها ٤٥٠٠ جنيه.
وبعد نهاية الاتصال مباشرة يتم إعلان حالة الطوارئ في الشركة لتجهيز كل شيء على أعلى مستوى من خلال تخليص تصريح الدفن لتغسيل الميت وتكفينه ثم نقله في سيارات على أحدث طراز حتى مكان الدفن الذي يتم إعداده وتجهيزه من قبل الشركة بوضع شماسي في أوقات الحر بل ويتم توزيع المياه على المتواجدين وليس ذلك فقط فبسبب الإجراءات الاحترازية الحالية خوفا من فيروس كورونا يتم توزيع كحول على المتواجدين في مكان الدفن حتى يخرج كل شيء بصورة سليمة مع تنظيم أماكن المتواجدين في الدفن منعًا للتدافع وحتى لايصاب أحدهم بفيروس كورونا المستجد.

خلال تواجدنا في الشركة التي تتخذ من مدينة الشيخ زايد مقرًا لها سألناهم عن الباقات التي يقدمونها فكانت الإجابة أن هناك الباقة الأساسية وبعدها هناك خدمات تقدم وكل شيء يوضع السعر عليه فمثلا هناك بعض الأشخاص الذين يريدون أن يفعلوا شيئًا كصدقة جارية على الميت مثل قرآن أو سبحة إسلامية أو كتاب أدعية أو إطار صورة وهناك من يطلب كل هذه الأشياء في علبة هدايا خاصة توفر له وكل شيء من هذه له ثمن خاص به يتم توفيرها إذا طلبها العميل، وعلى الجانب الآخر إذا كان الميت مسيحيا فأهله قد يطلبون توفير هدايا تذكارية للحاضرين في العزاء أو الدفنة مثل الكتاب المقدس أو سبحة مسيحية أو صليب صغير أو علبة بها كل هذه الأشياء وكل شيء له سعر.

أما أهم ما يميز هؤلاء الشباب الذين كونوا هذه الشركة هو استخدام متخصصين لدراسة السلوك والثقافات التي سيتعاملون معها لأن لكل شخص سلوكا وثقافة قد تختلف من منطقة لأخرى ومن محافظة لأخرى لذلك يحللون طبيعة المنطقة التي من المقرر أن يقدمون خدماتهم فيها حتى ترضي جميع العملاء.

وهنا  يتساءل البعض هل ستؤثر هذه الشركة وغيرها في المستقبل على الحانوتية؟ وسيتحول الأمر إلى إنشاء شركات تعمل في هذا المجال وتنقرض مهنة الحانوتية التقليديين؟ ولأننا نريد أن نعرف تأثير مثل هذه الشركات الجديدة على الحانوتية التقليديين ذهبنا إلى السيدة زينب حيث يتواجد واحد من أكبر الحانوتية وهو محمد محسن الذي رغم صغر دكانه الموجود في منطقة أبوالريش والموروث أبا عن جد إلا أنه واحد من أكبر متعهدي الدفن في بر المحروسة وبسؤاله عن مدى تأثير هذه الشركات على عملهم قال "إن هذه الشركة لن تستطيع أن تسحب البساط من تحت أيديهم فهم جماعة كما سماهم «ألافرانكا» مهما عملوا فأكيد شغلهم هيكون مع أهل الذوات فمفيش حد من أهالي المناطق الشعبية هيتصل بيهم علشان يعملوا العزاء لكن اللي عنده ميت أكيد هيروح للحانوتي التقليدي والراجل الخاص بالفراشة علشان يفرش للميت وأكيد لن يتصل بشركة أولاد الذوات لأن إحنا موجودين أمامهم على طول وفي هذه المواقف بيكون التفكير قليل جدا فلذلك هذه الشركة وغيرها لن تستطيع أن تنافسنا في أعمالنا خاصة أن السوق واسع والموت كثير هذه الأيام".

وأضاف كبير الحانوتية أن المنافس الحقيقي لهم والذي قد يؤذي تجارتهم هو الجمعيات الخيرية التي أصبح أغلب الناس يلجأون لها في مواقف الموت وهذا هو الخطر الحقيقي على مهنة الحانوتي المتعارف عليه أما غير ذلك فهو لاشيء.