بدون تردد

الإصرار على النصر

محمد بركات
محمد بركات

فى مثل هذه الأيام من سبعة وأربعين عاما، وطوال الفترة التى إستغرقتها معارك العبور والنصر، منذ لحظة انطلاقها فى الساعة الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر، إيذانا بنهوض المارد المصرى لتحرير الأرض واسترداد الكرامة وحتى إتمام المهمة المقدسة،...، كانت أنظار العالم كله شرقه وغربه مركزة على مصر ترصد وتحلل.
ورغم المفاجأة التى أذهلت الكل، نظرا لعدم توقع امكانية تحرك مصر ونهوضها من عثرتها بعد هزيمة ١٩٦٧، إلا أن جميع أجهزة الرصد العالمية سجلت باندهاش كبير، القدرة الفائقة والتطور الكبير للجيش المصرى تدريبا وتخطيطا وأداء، الذى ظهر واضحا فى كفاءة ودقة التنفيذ خلال العبور وتدمير خط بارليف وخوض المعارك القاسية.
وفى ذات الوقت الذى سجلت فيه مراكز المراقبة العالمية، دقة وكفاءة العمليات العسكرية المصرية على جبهة القتال، وتلقينها دروسا لا تنسى للجيش الاسرائيلى وصولا الى تحقيق النصر،..، كانت ترصد أيضا مجريات الأمور وسير الأوضاع فى الداخل المصري، أى على الجبهة الداخلية المصرية.
وكان لافتا لانتباه الكل، ذلك الهدوء المسيطر على سير الحياة فى مصر كلها دون استثناء، سواء فى أكبر المدن وهى القاهرة والاسكندرية أو فى أصغر المدن والقرى فى الدلتا والصعيد،...، حيث كانت جميع الأمور تسير بطبيعية وسلاسة غير عادية، مع حرص واضح من جميع المواطنين على التلاحم ومساعدة بعضهم البعض.
وكان مثيرا للانتباه عدم حدوث أزمة واحدة، واختفاء كل صور التناحر أو القلاقل وأيضا اختفاء كل مظاهر العنف الاجتماعي، بل وأيضا اختفاء الجرائم العادية طوال أيام الحرب المجيدة، بطول البلاد وعرضها.
وفى ذلك كان التفسير الوحيد الذى أجمع عليه الكل لهذا الذى يحدث فى مصر، سواء على خط القتال أو فى الداخل المصري،..، هوأن «روح أكتوبر» قد تملكت كل المصريين وجعلتهم جميعا يسعون ويعملون لهدف  واحد.. وهو النصر واسترداد الأرض واستعادة الكرامة،..، إنها روح الإصرار على النصر.