فى الصميم

الأخطر.. فى أمريكا

جـلال عـارف
جـلال عـارف

لا شك أن إصابة الرئيس «ترامب» بفيروس «كورونا» وجه ضربة قوية لحملته الانتخابية فى وقت حساس للغاية. لكن تجربة المرض الصعبة مثلت أيضا - عند كثير من المراقبين - فرصة يمكن إستغلالها لكسب المزيد من التعاطف الإنسانى مع الرجل.. لكن ذلك كان يقتضى بعض التواضع من جانبه فى التعامل مع الموقف وشيئا من الاعتراف بالأخطاء التى وقعت فى  تعامل إدارته مع وباء كورونا، ووعد باستيعاب التجربة واحترام كلمة العلم وحدها حتى تنتهى أيام الوباء الصعبة.
ولم يكن سهلاً على شخصية ترامب الذى عاد بسرعة للدور الذى يعشقه.. الرجل القوى المنقذ لأمريكا - والأعظم بين رؤسائها!!.. يتعجل ترامب العودة لنشاطه الانتخابى الذى لا يتحمل المزيد من الغياب على بعد ثلاثة أسابيع من يوم الحسم الانتخابى. يفتح أبواب البيت الأبيض للقاء موسع يحاول أن يزيل به ذكرى اللقاء الموبوء الذى جرى فى حديقة البيت الأبيض وقيل إنه كان المناسبة التى أصابت ترامب وزوجته وعدداً من العاملين معه والمؤيدين له بفيروس «كورونا» لكن شبح الوباء يظل حاضراً مع يوم جديد حصيلته ٥٧ ألف أمريكى يصاب بـ»كورونا» ونحو ألف من الضحايا.. وهى أرقام لا تجدى معها محاولات التخفيف من الموقف، ولا القسم الذى أطلقه ترامب بأنه أفضل بعد «كورونا» مما كان عليه قبل عشرين عاما!!
الأسوأ جاء من مكان آخر.. حيث تم الإعلان عن كشف ما وصف بأنه مؤامرة لاختطاف حاكمة ولاية «ميتشجان» واقتحام المؤسسات الحكومية الرئيسية من جانب جماعة من المتطرفين العنصريين البيض. هذا التطور الخطير يلقى الضوء على ما وصلت إليه حالة الاستقطاب والانقسام المجتمعى فى أمريكا وما يصاحبها من شحن عنصرى ونمو كبير فى  التوجه نحو التطرف.
هذا الوضع هو أخطر ما تواجهه أمريكا، وعدم السيطرة عليه يضع مستقبل الدولة الأقوى فى موقع التساؤل، مع ازدياد مبيعات الأسلحة المصرح بحملها من المواطنين فى أمريكا، ومع تزايد الشحن الطائفى، ومع تصاعد نبرة التشكيك فى نتائج الانتخابات، والتهديد بعدم الاعتراف بنتائجها!!
تتركز الأضواء على الصخب الذى يحدثه ترامب، لكن ما يجرى فى عمق المجتمع أشد خطراً وأقوى تأثيراً!!