نهار

على شواطئ كريت...

عبلة الروينى
عبلة الروينى

«كان يسير بقاربه إلى أقصى طاقة الإنسان»... هذا ما وصفت به هيلين زوجها المبدع اليونانى العظيم نيكولاس كازنتزاكس فى كتابها (لا رجل لا يساوم).. تلك الروح الحرة تماما، الصافية صفاء خالصا... ربما عرفها يوما على شواطئ كريت، عندما التقى للمرة الأولى بزوربا الحقيقى قاطع الأخشاب البسيط، الذى علمه حب الحياة... وربما عرف كازنتزاكس الصفاء الخالص قبل ذلك بكثير، فى بداياته 1922 وهو يخطط لكتابة روايته الشعرية عن بوذا، والتى تأخر فى كتابتها حتى أواخر حياته.. فى هذا الفترة والانشغال برواية بوذا، كان كتابه الأول (التصوف) وهو نص شعرى فلسفى، يعتبره النقاد المفتاح الأساسى لكل أعمال كازنتزاكس...
يوم حصول البير كامى على جائزة نوبل.. تلك الجائزة التى حارب الجميع من أجل حرمان كازنتزاكس منها، وفقدها بالفعل بصوت واحد... كتب كامى «أن كازنتزاكس يستحق هذا الجائزة مئة مرة أكثر منى»... لكن شيئا لم يعكر صفو كازنتزاكس أبدا.. وعندما رد إليه الاعتبار، لم يكن ذلك يعنى شيئا سوى أن الكريتيات الجميلات سيأتين إلى زيارته..
تحكى هيلين عن عثورهما على قطعة نحتية من الفضة للثائر اليونانى القديم كالوكترونى، وكانت رغبة هيلين فى الاحتفاظ بها وتعليقها على حائط البيت.. لكن كازنتزاكس قال: سأرسله إلى الكاتب ميلاس، الذى ألف كتابا عن كالوكترونى.. قالت هيلين هل ترسله إلى من يكيل لك الشتائم دائما.. قال: كتابه جيد بل هو كتاب عظيم.....
على قبر كازنتزاكس فى كريت نقش شعار حياته.. (لا أطمع فى شيء.. لا أخاف شيئا.. أنا حر).