آمنية

هنا يسكن جيش مصر

محمد سعد
محمد سعد

فى عيدها، واليوم عيد يدوم فى عمر الوطن تسكن بهجته قلوب أجيال على طول المدى، يتجدد فيه زهو الانتصار ونتذكر اليقين، ونحيى القوات المسلحة فى عيدها بنصر السادس من أكتوبر، يوم العزة والكرامة، تحية لجيش على الوعد والعهد باق، لجنود هم أمان مصر واستقرارها، هم الرجال الأشداء الأقوياء فى مواجهة مؤامرات الخونة، فبكم يحيا الوطن على مر الزمن، تحية لكم فى كل وقت وحين.
معلوم أن القوات المسلحة عند كل المصريين، هى العيد المبهج الذى لا يغيب عن الوجود والتاريخ الحقيقى المكتوب فوق الجبين، والحصن المنيع الذى لا يُخترق والهامة المرفوعة فى السماوات العُلا والراية الخفاقة المعلقة ترفرف بجناحى الأمل، هى الأمان فى لحظات الخوف والحارس المرابط على الحدود والعيون الساهرة، لا تمسها النار، باتت تحرس فى سبيل الله، أنها فرحة النصر إذا ما وقع البلاء ودرع وسيف يقهر الأعداء.
رجال الجيش هم جنود الله فى الأرض خلقهم خير الأجناد، هم الجبل الصامد لا تذره الرياح، والشموخ الذى لا يعرف الانكسار والإرادة فى الحياة والأمل المشع نورًا فى جوف السماء ويحيا بهم الوطن بين الأوطان، والانتصار يكتبه الأبطال، تصنعه شجاعة لا تعرف للخوف دارًا، وجنود تسكنهم عزيمة وإرادة خلقت للبقاء، كتب التاريخ على صفحات النضال أن لمصر رجالا بواسل وجيشًا جبارا يؤمن بيقين تحقيق الانتصار، لا تهزمه الأحداث الجُسام ولا تتحطم إرادته على صخور الأعداء، فى كل زمان ومكان فى كل ميدان للقتال أو البناء وحدهم جنوده يقدرون فيكتبون المستحيل، ينشدون لمصر البقاء فيرفعون راية العزة والكرامة، هنا يسكن جيش مصر، هنا يعيش جنود مصر، هنا ترفرف راية الانتصار.
وتمر السنون وتطوى الأيام صفحاتها، ويبقى كتاب انتصار أكتوبر مفتوحا ما بقيت الحياة، مفتوحا على صفحة تحرير الأرض، ويظل عالقا بالأذهان، نقص فيه أجمل القصص على الأجيال، فما كتبوا غير حق وغير عدل إنها إرادة السماء جعلت من الجندى المصرى خير أجناد الأرض كلما ارتوى تراب الأرض بدمائهم نبتت ثمار الانتصار.
وفاضت منهم أرواح إلى بارئها وهى مؤمنة راضية وأريقت دماء على التراب تروى مسيرة تحرير الأرض تروى عطش السنين فى الطريق إلى النصر، إلى استرداد الكرامة إلى استعادة كل شبر سلب عنوة وغدر، كثيرون ضحوا لأجل وطن يرفع قامة كبريائه فوق كل الوجود، ضحوا لأجل أن يعود الشرف والكرامة، لأجل أن تعود الحياة، لأجل الأمل فى الغد، والشهداء لا يموتون، أحياء عند ربهم يرزقون، سكنهم ومستقرهم فى الفردوس الأعلى، فلا نعزيهم ولا نبكيهم بيقين الإيمان نودعهم فى الحياة الدنيا إلى يوم يبعثون، وكان النصر حلما بعيدا، وبالإرادة مستحيل أن يكون بعيدا، شاهدوه أقرب من حبل الوريد، حققوه وكتبوا على صفحات الزمان نضال يشهد له التاريخ فسجل عظمة شعب أراد الخلود.
مسك الختام
رحم الله من فضلوا الشهادة على الحياة، من بذلوا الروح وأجزلوا العطاء، من واجهوا الموت لأجل الحياة، من تعاهدوا ليبددوا وحشة الظلمة حتى يأتى النهار، رحم الله رجالا لم يهابوا الموت يوما، بل ينتظرونه بين لحظة وأخرى بقلوب مؤمنة راضية بقضاء الله وقدره، رحم الله الشهداء.