رؤية شخصية

جولة ثانية للتصالح

جميل چورچ
جميل چورچ

استجابت الحكومة لمطالب المواطنين بمد فترة التصالح فى قضايا البناء إلى آخر أكتوبر القادم، وأكدت عدم هدم أى عقار به سكان.. وبذلك بثت الطمأنينة فى القلوب، بل وفتح الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء الباب على مصراعيه أمام المواطنين للشكوى إليه فى حالة الإحساس بالتعنت والإحساس بالظلم.. ومع بداية الجولة الثانية بدأ رئيس الوزراء إجراء التقييم لحل المشاكل.
ورغم كل هذه التيسيرات فإن هناك الآلاف الذين وقفوا وايديهم مكتوفة لان المخالفة ضخمة وافرغوا كل ما فى جيوبهم فى انشاء المبنى ولم يعد لديهم المال اللازم للسداد خاصة أنهم يعيشون زمن الكورونا الذى يفرض عليهم اعباء اقتصادية كبيرة ويطالب اصحاب هذه العمارات المخالفة العاجزين عن التصالح بمد فترة السداد إلى عشر سنوات وحصولهم على قروض ميسرة من البنوك بضمان المبنى بديلاً عن الهدم وإهدار الثروة العقارية التى تكلفت المليارات واستوعبت الملايين من الايدى العاملة.
ولما كنت قد تناولت فى مقالى السابق ازمة قرية الصحفيين التعاونية التى تم توقيع غرامات على أكثر من ٩٠٪ من ملاكها فى وقت واحد بتهمة اقامة تراسات «مصطبة» لانهم تسلموا المبانى خالية من مكان للجلوس فيه بديلاً عن ذهابهم الى البحر بسبب تقدم السن والمرض، خاصة أن هذه التراسات اقيمت منذ أكثر من عشرين عاماً وذلك مثبت هندسياً بالفحص الجوى علماً بأن الشركة المنفذة للقرية تجاهلت التصميم الاصلى للقرية الذى وضعه العالم حسن فتحى لذلك جاءت الفيلات جميعها خالية من أى متنفس! وفى مواجهة هذا القصور صرح مجلس ادارة القرية بالاتفاق مع جهاز التنمية بإقامة هذه التراسات بمواصفات خاصة، ورغم هذا جاءت عليهم جميعاً الغرامات.. ومنهم من سددها كاملة وفوراً، ومنهم من سدد مقدم التصالح وحصل على التقسيط على ٣ سنوات ومنهم من قام بهدم التراسات وابلغ الجهاز بازالة المخالفة حتى لا يسدد الغرامة.
والان ينتظر من سددوا ٢٥٪ من الغرامة انتظار زيارة اللجان لبحث تظلمات الملاك كل حسب حالته وحجم مخالفته كما يراها الجهاز، والاعلان عن رقم الحساب البنكى لتحويل الأقساط.
ان الملاك جميعاً يؤكدون الالتزام بالقانون لان حصيلة المخالفات ستذهب لاقامة الاسكان الاجتماعى وتقديم الخدمات للمواطنين وكل ما يطلبونه الالتزام بالعدالة خاصة أنهم لم يقيموا البناء على أرض مغتصبة من الدولة، أو أرض زراعية، أو يعترضوا الطريق العام، وتحملوا مبالغ ضخمة لتقديم المستندات التى تثبت صحة موقفهم وبراءتهم مع الاخذ فى الاعتبار أن نسبة كبيرة من الملاك رحلت الى رحمة الله ومن يشغل اماكنهم هم الورثة.