إنها مصر

إنقاذ ما يمكن إنقاذه !

كرم جبر
كرم جبر

أما عن الأخبار الطيبة التى أعلنها رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى فهى:
1- 50 جنيها الحد الأقصى لغرامات المبانى فى الريف المصرى كله، أياً كان موقعه أو تميزه، يعنى البيت الذى يحتوى مخالفة 100 متر تكون الغرامة 5 آلاف جنيه على ثلاث سنوات، ومن يدفع الثمن مرة واحدة يتم خصم 25%.
2- تخفيض يصل إلى 70% فى قيم التصالح فى المحافظات، والمعروف أن الحد الأدنى للمخالفات فى المتر كان 50 جنيهاً والأقصى 2000 جنيه، والهدف التخفيف عن كاهل معظم المخالفين.
وهذا معناه التيسير على المخالفين، لأن هدف الدولة ليس الجباية ولا الدخول فى خصومة مع الناس، وإنما وضع حد لهذا الملف الشائك.
3- تجميد الموقف تماماً ووقف عملية الهدم وتبسيط إجراءات تقديم المستندات، والاكتفاء بأى مستند إلى حين استكمال الأوراق وإتمام التصالح، والاكتفاء بمهندس مسجل بنقابة المهندسين لتقديم شهادة صلاحية المبنى بدلاً من المكاتب الاستشارية.
كان ذلك فى بنها فى مؤتمر حضره رئيس الوزراء ووزير الدفاع وعدد من الوزراء لشرح خطة «إنقاذ ما يمكن إنقاذه» أو وقف نزيف الأراضى الزراعية.
ومن المعلومات المهمة التى قالها رئيس الوزراء أن الدولة والحكومة ليس بينهما وبين الناس خصومة، ولكن الهدف تقنين أوضاع المبانى المخالفة، التى تشكل نحو 50% من مساحات المبانى فى مصر، وأصبحت تهدد باغتيال الحياة نفسها.
● نصف مدن وقرى مصر، ماذا يحدث إذا وقع فيها حريق أو حادث؟
لن تستطيع سيارة حريق أو إسعاف أن تدخلها، علاوة على صعوبة توصيل المرافق لها، خصوصاً الغاز الطبيعى الذى يشترط مساحات معينة للشوارع.
من الصعوبة إدخال خدمات فى المناطق العشوائية، فهى تزحف بطرق شيطانية، ولا مكان فيها لمدرسة أو مستشفى أو نقطة شرطة أو محطة مياه أو كهرباء.. والحل الوحيد هو انتزاع أراض زراعية أخرى لإدخال تلك الخدمات.
● والسؤال: لماذا الآن ولماذا ظلت الحكومات صامتة؟
الإجابة: كان من السهل ترك المشكلة التى تشبه دخول حقل ألغام، كما فعلت حكومات سابقة، ولكن إذا حدث ذلك فالبلاد كلها تمضى كالقطار السريع إلى الهاوية.
90 ألف فدان من أجود الأراضى الزراعية تم اقتطاعها منذ 2011 واستصلاح مثلها فى الصحراء يتكلف 18 مليار جنيه، وإذا استمر الوضع لن تجد فداناً فى الأراضى الزراعية فى 4500 قرية مصرية.
● وما ذنب الناس ولماذا لا تدرك الحكومة أنهم زعلانين؟
الإجابة: انظروا إلى مدينة الخصوص مثلاً، حيث نشأت ناطحات سحاب بطرق عشوائية فى شوارع 4 متر، مظلمة ولا تدخلها الشمس.. وهكذا نصف مدن وقرى مصر.
وأخيراً: لن يكون مسموحاً بعد اليوم لأى مخالفة جديدة على أراض زراعية أو غير معدة للبناء.