لايزال أغرار يعتنقون ويعتقدون أن الثورة الشعبية المعبرة عن السواد الأعظم للمصريين في ٣٠ من يونيو والمؤيدة من خير أجناد الأرض هي «انقلاب» لما يتلقونه من أوصاف بواسطة رموز من أشياخ فروا حيث المعيشة الهانئة في قطر وتركيا وبريطانيا وأمريكا وغيرها، وتركوا الأغرار وقوداً ومصاعداً.
من باب «التواصي بالحق» والتنبيه علي فريضة إعمال العقل في التدبر بدلاً من سياسة «سمع وطاعة» عمياء، فإلي حوادث وأحداث لعلها تزيل «غشاوة» وتخفف «غباوة»:
أولاً: التحالف الإخواني مع الحكم الملكي: وصف حسن البنا الملك فؤاد عام ١٩٣٣م بأنه «ذخر الإسلام» و«ضم القرآن إلي قلبه ومزج به روحه» وخرجت منشورات الإخوان عام ١٩٤٢م لمبايعة الملك فاروق: «نمنحك ولاءنا علي كتاب الله وسنة رسوله - صلي الله عليه وسلم» - وفي عام ١٩٤٦م خطب الرمز الإخواني مصطفي مؤمن تأييداً لرئيس الوزراء إسماعيل صدقي قائلاً: «واذكر في الكتاب (إسماعيل) !! إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً».
ثانياً: التحالف الإخواني مع ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢م: لم يدم أسبوع «العسل الأسود» بين جماعة الإخوان والضباط الأحرار حيث أراد مركز الإرشاد الإخواني الهيمنة بالكلية علي قرارات ومناصب وتعيينات وانقلبت جماعة الإخوان علي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومن بعده علي الرئيس أنور السادات الذي اعترف بخطئه في إعطاء الإخوان قبلة الحياة للعودة للمشهد مرة أخري.. التحالف الإخواني في ومع نظام مبارك: تراوحت تحالفات جماعة الإخوان مع أحزاب علمانية مثل «الشعب» و«الأحرار» و«الوفد» رغم شعارات الإخوان المنسوبة إلي الإسلام؟ وقبلت مشاركات في مجلس الشعب مع «الحزب الوطني» وأعلن مرشدهم د. محمد بديع، عدم الممانعة للوريث المنتظر جمال حسني مبارك، في تولي مقاليد الحكم في مصر، ولما لاحت بشائر الإطاحة لنظام مبارك، انقلبت جماعة الإخوان علي نظام مبارك!
التحالف الإخواني مع المجلس العسكري: لما سلم الرئيس السابق حسني مبارك مقاليد البلاد للمجلس العسكري الموقر تجنباً لإحداث فراغ سياسي وفوضي مجتمعية، تحالفت جماعة الإخوان مع المجلس العسكري ظاهرا، وحشدت حشود العوام البائسين المستجلبين من بيئات فقيرة بالقاهرة وجنوب محافظة الجيزة، وبعض قري محافظتي الفيوم وبني سويف لعمل مسيرات تردد (يسقط يسقط حكم العسكر)، لإخلاء الساحة لهم وحدهم خالصة لهم من دون المصريين، ثم انقلبت جماعة الإخوان علي المشير محمد حسين طنطاوي، والفريق سامي عنان!!
بالإضافة إلي انقلابات إخوانية ضد بلاد عاشوا واغتنوا فيها مثل: سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومساندة جماعة الإخوان للرئيس العراقي صدام حسين في غزوه لدولة الكويت التي جعلتهم أثرياء!!
ثالثاً: مارس مؤسس الإخوان الندية السياسية لحاكم مصر الشرعي وبالمثل يتضح المقال:
ذكر الكتاب الإخواني تأليفاً وطبعاً ونشراً (حسن البنا مذكرات الدعوة والداعية حقيقة الجماعة بقلم مؤسسها، عرض مستشار عبد الله العقيل (سعودي)، وأبو الحسن الندوي، طبعة مركز الإعلام العربي (إخواني) ٢٠٠ شارع الأهرامات بالجيزة برئاسة صلاح عبد المقصود (إخواني) ممارسات حسن البنا:
أ- إقحام حسن البنا نفسه في مشكلة بين السعودية واليمن (الملك عبد العزيز آل سعود والإمام يحيي باليمن) وقد قبل حسن البنا يد الملك السعودي راكعاً!
ب- تدخل حسن البنا إثر اعتقال فرنسا للزعيم محمد علال الفاسي وقانون الظهير البري الصادر من فرنسا.
ج- اتصال حسن البنا بعز الدين القسام عام ١٩٣٥م وإرساله لمندوبين عنه (محمد أسعد الحكيم وعبد الرحمن الساعاتي).
استقبل حسن البنا زعماء من دول المغرب العربي الكبير في المركز العام للإخوان عام ١٩٤٤م.
> ارسال حسن البنا رسائل تهنئة لزعماء سورية ولبنان عام ١٩٤٦.
> خاطب حسن البنا عام ١٩٤٧ م ملك الاردن للتخلي عن مشروع سورية الكبري.
> وفي نفس العام ارسل البنا وكيله صالح عشماوي الي باكستان للتهنئة بقيام الدولة المنسلخة عن الهند.
> وفي نفس العام اصدر بيانا يستنكر فيه اعتداء هولندا علي اندونيسيا.
> وايضا طالب الحكومة العراقية الغاء المعاهدة مع بريطانيا ونفس الشيء مع الحكومتين المصرية والاردنية.
> ومؤخرا استقبال مرشد الاخوان د. محمد بديع في المركز العام للاخوان للسفيرة الامريكية بالقاهرة!
> هل هذه الادوار «دعوة اسلامية» ام «مناورات سياسية»؟
رابعا: تداعيات فض «رابعة» و«النهضة»: يعتنق المغرر بهم موضوع «الثأر» بدعوي «الدم»:
بداية: الم تبح جماعة الاخوان ضرب وقتل وسحل مدنيين عزل امام قصر الاتحادية جهارا نهارا ايام الحكم الاخواني؟ وذات الشيء امام مركزها العام بالمقطم؟!
الم: تستبح جماعة الاخوان واشياعهم من المتسلفة الذين تحالفوا معهم وتبادلوا الغدر فيما بينهم حصار مشيخة الازهر وتخريب جامعة الازهر، وارهاب ناقدين لها بإحراق سياراتهم عمدا «سيارة د.أحمد كريمة، بمدينة العياط محضر اداري ١٠٩٥ لسنة ٢٠١٤ م، والخلية من العياط وقد عفوت عنهم تطبيقا لمكارم الاخلاق الحقيقية وليست المدعاة، وسيارة د. نصر فريد واصل وسيارة د. عبدالله النجار وغيرهم» واعتداءات بالضرب المبرح علي د. مهجة غالب عميدة كلية الدراسات الاسلامية للبنات بالقاهرة، وحصار مكتب أ. د اسامة العبد رئيس جامعة الازهر! وغيرهم.
اما عن وسائل وتداعيات الفض من الوجهة الشرعية:
ما حكم قطع الطرق واخافة المارة؟ أليست جريمة «حرابة» تزال؟ وأليس حمل السلاح ضد مواطنين مدنيين وعسكريين «جريمة بغي»؟ وأليس من الواجب دفع البغاة بأقل الأضرار؟ وإذا حدثت تداعيات لدفع البغي المنصوص عليه قرآنياً: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما علي الأخري فقاتلوا التي تبغي حتي تفيء إلي أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) الآية (٩) من سورة الحجرات.
فإن هذه التداعيات من الوجهة الفقهية لا إثم ولا ضمان لأن ولي الأمر مأمور بقتالهم لدفع شرهم.
أقول هذا تصحيحاً لمفاهيم وتصويباً لأفكار، وليس استجلاباً لحظوظ الدنيا، فقد حازها خلاياكم النائمة وشبه النائمة والمتحولة وهم يملأون مؤسسات الدولة حتي من كتب في جماعة الإخوان ملفاً توثيقياً بمجلة منبر الإسلام الصادرة عن المجلس الأعلي للشئون الإسلامية بالأوقاف المصرية عهد د. محمد نجيب عوضين - الأمين السابق - ونظرة إلي هيئة تحريرها (قيادات بمؤسسات إسلامية قيادية).
ومن مكن للثقافة الإخوانية والسلفية زهاء عشرين عاما حيث كان مسئولاً علمياً بالجمعية الشرعية بمساجد ومعاهد، ومن داهن الرئيس السابق د. محمد مرسي علي منابر مساجد القاهرة الجديدة، ومن كان عضواً ناشطاً في جماعة الإخوان، ومن له ملفات في أمن الدولة لاعتناقه أفكارهم كلهم يتصدرون أعمالاً قيادية في مؤسسات إسلامية يجنون ثماراً لم يغرسوا شجرها!!
أما ظهير ثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونيو بين جحود وتجميد وتهميش وما لا يحسن ذكره!
وفي الفم ماء كثير!.. بلاغ فهل من مدكر؟!