بالقيم والأخلاق تبنى الأمم، لهذا تحافظ مصر على عقيدتها وقيمها وأخلاقها. وما يحدث بين الحين والآخر من انفلات أخلاقى من البعض لا يمثل مصر مطلقا، إنما هى ظواهر وأعراض لغزو ثقافى خارجى يجذب بعض الشباب فيخرج عن قيمه وأخلاقه، ويفضل نزواته عليها. وهو ما حدث فى قضية الإغتصاب بفندق الفيرمونت، وقضية التحرش والتغرير بفتيات صغيرات من طفل الكمبوند، وغيرها من القضايا الشهيرة قديما وما نتوقع أن يحدث مستقبلا.
الفيصل فى كل ذلك التربية، والمسئول عنها أولا الأم والأب والمسجد والكنيسة، ومراكز الشباب والأندية وأجهزة الثقافة والإعلام، ثم الردع القانونى المجتمعى. لهذا أقول للناس حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا هؤلاء الأطفال والشباب. ولابد أن نقول لمن قام بدوره الوطنى وواجبه شكرا، وأقصد النيابة العامة. لقد أمرت بحبس ثلاثة متهمين وإخلاء سبيل آخرِين بكفالة على ذمة التحقيق معهم فى واقعة التعدى على فتاة فيرمونت. كما أمرت بعرض المتهمين على الإدارة المركزية للمعامل الكيماوية بمصلحة الطب الشرعى لتحليل عينات منهم، بيانًا لمدى تعاطيهم مواد مخدرة، وتوقيع الكشف الطبى على اثنين منهم، وأرسلت النيابة العامة هواتف ضُبطت بحوزتهم إلى الإدارة العامة للمساعدات الفنية بـوزارة الداخلية لتفريغ ما تحويه من مواد مختلفة، واسترجاع ما حُذف منها، وكذا تفريغ المحادثات المجراة عبر تطبيقات التواصل المحملة عليها.
وبنفس الجهد المشكور للمستشار حمادة الصاوى النائب العام الذى أمر بإحالة المتهم أحمد بسام زكى إلى محكمة الجنايات لمحاكمته بتهم هتك عرض ثلاث فتيات - لم يبلغن ثمانى عشرة سنة ميلادية - وتهديدهن وفتاة أخرى كتابةً بإفشاء أمور مخدشة بشرفهن، وكان تهديده مصحوبًا بطلب استمرار علاقته الجنسية معهن، وتعمده مضايقتهن بإساءة استعمال أجهزة الاتصالات، وتحرشه باثنتين منهن بالقول والإشارة عن طريق وسائل اتصال لاسلكية، واعتدائه على حرمة حياة إحداهن الخاصة بالتقاطه صورًا لها دون رضائها أثناء تقبيلها فى مكان خاص، فضلًا عن إحرازه جوهر الحشيش المخدر بقصد التعاطى.
لابد أن يكون للحديث بقية إن كان فى العمر بقية بإذن الله.
دعاء: اللهم احفظ بناتنا وأبناءنا من كل سوء وشر.
