ننتظر أعياد سيناء كل عام ونتذكر معارك أكتوبر التي قادها قائد الحرب والسلام الرئيس الراحل الزعيم أنور السادات حتي النصر لجيوشنا وشعبنا ، وهزيمة الجيش الذي لا يقهر وندفع ثمنا غاليا بعد عبور جيشنا قناة السويس.
ولن ننسي أحد أسباب النصر تطبيق خطه السريه الكاملة لخطوات وتاريخ المعركة القادة العظام الذين قادوا المعركة المشير أحمد إسماعيل الفريق سعد الدين الشاذلي الفريق عبدالغني الجمسي وغيرهم أما فيما يخص سرية الإعداد.. فقد شاءت عبقرية الرئيس « السادات أن ينجح في أن يخفي علي الطرف الإسرائيلي كل ما يتعلق بأسرار إعداد المعركة بل إن السادات أخفي ذلك عن الداخل أيضا».
ويمكنني أن أوضح أنني كنت وقتها أعمل مستشارا للرئيس للإعلام الخارجي ولم أكن أعلم حتي يوم 5 أكتوبر 1973، وأنا أقوم بجولة مع مستشار الرئيس السياسي السفير أشرف غربال رحمه الله علي جمع خمس شخصيات رئيسية لتسليم بيان من رئاسة الجمهورية يفيد العالم في الداخل والخارج أن مصر اعتدي عليها صباح 6 أكتوبر وأنه علي مصر أن ترد علي العدوان الإسرائيلي لتكون في موقف سليم أمام المجتمع الدولي. وحينما انتهت جولتنا التاسعة مساء 5 أكتوبر في بيت العملاق الراحل السفير حافظ إسماعيل مستشار الأمن القومي، وفاجأني حافظ إسماعيل بقوله إن تعليمات الرئيس لي أن أغادر القاهرة إلي باريس صباح 6 أكتوبر وحينما أبلغته أن مطار القاهرة تم أغلاقه مساء 5 أكتوبر قال لي ستسافر عن الطريق البري علي طريق ليبيا وسيأتي أحد الضباط إلي منزلك مبكرا لتولي المهمة، وعندما غادرت منزلي صباح 6 أكتوبر وجدت أن الضابط المرافق اصطحبني إلي المطار ولما أبلغته أن المطار أعلن عن إغلاقه من مساء أمس، قال لي إن هذه هي التعليمات التي لدي أن نذهب إلي المطار ، وهذا ما تم فعلا وتوجهت إلي مكتب تشهيلات القوات المسلحة وفوجئت بأن المطار أعلن فتحه التاسعة صباحا وأخذت الطائرة إلي باريس. وفهمت بعدها أن اغلاق المطار مساء خمسة أكتوبر وفتحه صباح 6 أكتوبر كان جزءا من حملة الدهاء الذي مارسه السادات تجاه إسرائيل. أما خطة ما أسميه هجوم السلام التي بدأت بمفاجأة القرن وهو وصوله إلي القدس ليلقي أعلي مستوي خطاب سياسي سمعناه من سنوات طويلة أذهل كل مستمع ومشاهد كما لو كان قد شاهد في الرئيس بطل هبط إلي القمر ففجر ردود داخل إسرائيل وخارجها. ولولا زيارته للقدس لما استطاع ديان ووايزمان سنوات بعدها أثناء مفاوضات كامب ديفيد أن يضغطوا حتي الثالثة صباحا علي العنيد رئيس الوزراء وقتها بيجين لإجباره علي الموافقة علي الجلاء عن الأرض المحتلة في سيناء باسم «مستعمرة ياميت» والذي أكد الرئيس السادات لكارتر « أن كل شئ قابل للتفاوض إلا شبرا واحدا من أرض مصر» وانتصر السادات في معركة السلام. ولكن حينما نذهب الآن إلي مشروعات التنمية ومخططات الأمن في سيناء سنجد مؤشرا صحيا وهو التعاون بين الدولة ورجال الأعمال. وكم كنت سعيد وأنا أشاهد افتتاح مشروع تنمية 100 منزل بقرية الخربه في محافظة شمال سيناء الذي قام به رجل الأعمال المحترم أحمد أبو هشيمه في سيناء علي أعلي مستوي من الفكر التنموي واشترك معه في افتتاحه الوزير أحمد زكي بدر.
وكان معهم أيضا الوزير د.مفيد شهاب الذي حينما نتكلم عن سيناء لن ننسي دوره في مفاوضات طابا مع كوكبة من رجال القانون المتفردين مثل الدكتور نبيل العربي والدكتور حامد سلطان أستاذ القانون الدولي والدكتور أحمد القشيري. وجاء مرة أخري المشير والقائد عبد الفتاح السيسي ليدلي بدلوه في سيناء بدعم قدرات وفكر البيت الأم القوات المسلحة والشرطة لقهر الإرهاب وأيضا لدعم مشروعات التنمية والتعليم وهو في دوره لبناء جامعة سيناء.
ولن ننسي د.حسن راتب رجل الأعمال الذي كان لسنين طويلة أول من وضعوا لبنات في بناء مشروعات للتنمية علي مستوي السياحة والصناعة ( الأسمنت ) ثم بناء جامعة سيناء المتفردة في تنوع كلياتها ومستوي التعليم فيها وعبر عن حبه لشعب سيناء بإدخال أبنائها مجانا في هذه الجامعة.
باختصار حينما ستتحالف إرادة الدولة مع إرادة رجال الأعمال ومساهمة أهل سيناء البواسل سنصل إلي أنجح منظومة ستكون «حدوتة المستقبل».