فى الصميم

عنصرية أمريكا ورهان ترامب!!

جلال عارف
جلال عارف

بدأ الكثير من المراقبين يتخوفون من توسع الاضطرابات الداخلية فى أمريكا مع اقتراب الانتخابات، ومع تزايد مخاطر الاضطرابات العنصرية.
قبل هذه الاضطرابات كان واضحاً أن السنوات السابقة أخذت الولايات المتحدة إلى طريق الانقسام الواضح والخطير.
ومع اجتياح فيروس «كورونا» والفشل الإدارى فى مواجهته وما تركه من آثار سلبية على المجتمع.. جاءت الاضطرابات العنصرية لتزيد الأوضاع سوءاً، ولتزيد الانقسامات الداخلية فى وقت تحتاج فيه الولايات المتحدة للكثير من التوافق لمواجهة المخاطر الداخلية والخارجية العديدة، لكن المشكلة أن الاستقطاب كان أقوي، وأن ظروف الانتخابات تدفع نحو المزيد من الانقسام، وأن بعض الممارسات السياسية تذهب بالمجتمع نحو المزيد من المخاطر. كانت المشكلة فى البداية هى مواجهة بعض الممارسات التى تتسم بالعنصرية ضد الأمريكيين السود، ثم على الجانب الآخر بعض الممارسات الخاطئة من بعض من استغلوا مظاهرات الاحتجاج فى الخروج على القانون.
المشكلة الآن أن الأوضاع تطورت إلى استخدام العنف واستخدام الرصاص من جانب بعض أنصار ترامب ضد المتظاهرين بعد تجدد الاضطرابات العنصرية، والرد بالمثل من الجانب الآخر، صحيح أن الأمر مازال محدوداً لكنه ينذر بالخطر الذى يحتاج من الجميع التحلى بالمسئولية قبل أن تفلت الأمور فى بلد ينتشر فيه السلاح بصورة قانونية انتشاراًكبيراً!!
المشكلة أن استراتيجية الرئيس ترامب تقوم على محاولة تحميل الديمقراطيين مسئولية الاضطرابات وإعطاء الانطباع بأنه القادر على حفظ الأمن، وهنا يختلط الأمر مع محاولة استنفار قاعدته الانتخابية والتى تعتمد أساساً على اليمين الإنجيلى والأمريكيين من أصول بيضاء بمن فيهم العناصر المتطرفة فى انحيازها للجنس الأبيض!.. بينما- على الجانب الآخر- سوف نجد من يخرجون على المسار السلمى للمظاهرات الاحتجاجية، أو يسعون لاستغلالها!!
والنتيجة هى المزيد من الاحتقان، والمزيد من خطابات الإثارة التى قد تناسب موسم الانتخابات، لكنها تمثل أشد المخاطر فى مجتمع منقسم على نفسه.
وبدلاً من مضاعفة الجهد لتخفيف التوتر سوف نجد المرشح الديمقراطى بايدن يؤكد أن أعمال الشغب والعنف هى السمة المميزة لـ«أمريكا دونالد ترامب» بينما ينفى ترامب أنه يدعو أنصاره للاشتباك مع المحتجين، وبدلاً من إدانته لاستخدامهم العنف يصفهم بأنهم «رائعون ومدهشون»!!
.. ومازال أمامنا شهران من حمى الانتخابات.. وربنا يستر على أمريكا والعالم مما يحدث حتى الانتخابات، ومما قد يحدث بعدها!!.