ألكسندر لوكاشينكو.. الرجل الذي لم تعرف بيلاروسيا رئيسًا غيره

ألكسندر لوكاشينكو
ألكسندر لوكاشينكو

في التاسع من أغسطس الجاري، أُعيد انتخاب ألكسندر لوكاشينكو رئيسًا لجمهورية بيلاروسيا (روسيا البيضاء)، في انتخاباتٍ شهدت حسمه المعركة الانتخابية من الجولة الأولى بحصوله على ما يربو لـ80% من أصوات الناخبين.

ألكسندر لوكاشينكو، وهو يحتفي بالنصر، وتربعه على عرش السلطة في بيلاروسيا لولايةٍ سادسةٍ لم يكن ينتظر أن تكون هذه بداية متاعبه، وأصعب فتراته في حكم بلاده، الممتد منذ أكثر من ربع قرنٍ من الزمن.

احتجاجات شعبية عمت العاصمة مينسك وعددًا من المدن البيلاروسية على فوز لوكاشينكو بولايةٍ جديدةٍ في حكم البلاد، في وقتٍ غض الرئيس البيلاروسي الطرف عن هذه الاحتجاجات، وأصر على عدم إعادة الانتخابات مرةً أخرى.

وتقول المعارضة في البلاد إن الانتخابات الرئاسية قد تم تزويرها لصالح الرئيس الذي يحكم سيطرته على مقاليد الحكم منذ عام 1994.

الرئيس الأوحد

ومنذ استقلال بيلاروسيا، الجمهورية السوفيتية السابقة، عن الاتحاد السوفيتي عام 1991، لم يصعد على كرسي الحكم في البلاد سوى لوكاشينكو، الشعبوي المناصر للحكم الشيوعي.

ووصل لوكاشينكو إلى سدة الحكم عام 1994، عبر أول انتخابات تشهدها البلاد، والتي جرت في أجواء ديمقراطية، في البلاد التي كان تتسلق أولى درجات سلم الديمقراطية.

لكن لوكاشيبنكو سرعان ما انقلب على الديمقراطية بعدما صوّت نواب البرلمان عام 1996 لصالح عزله من منصبه، فقام بإجراء تعديلات دستورية خولت له حل البرلمان، إن ارتأى له ذلك، وبذلك أجهز لوكاشينكو على الديمقراطية الناشئة في البلاد، لتسير البلاد في طريق نحو حكم الرجل الواحد.

وأجري الاستفتاء في نوفمبر عام 1996، وقالت الحكومة إن أكثر من 70% صوتوا بنعم لصالح التعديلات، في استحقاقٍ لم يعتد الاتحاد الأوروبي ولا الولايات المتحدة ولا بشرعيته، بعد أن حظرت الحكومة قناة تلفزيونية معارضة وإذاعة، كما منعت أي نشر للصحف المعارضة.

وأُعيد انتخاب لوكاشينكو رئيسًا لأربع ولايات لاحقة في 2001 و2006 و2010 و2015، لتكون الولاية التي ظفر بانتخاباتها مؤخرًا هي سادس ولاية له في حكم البلاد.

علاقاته مع الغرب

ولوكاشينكو ممنوعٌ منذ فترةٍ طويلةٍ من دخول الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة، ويصف الغرب لوكاشينكو بأنه "آخر ديكتاتور في أوروبا". وتعيش البلاد في عزلة دولية عن محيطها الإقليمي منذ فترة طويلو، اكنها تحظى بعلاقاتٍ جيدة مع روسيا.

وفي الاحتجاجات الآنية، اتهم لوكاشينكو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، على حدٍ سواءٍ، بالوقوف وراء الاحتجاجات الشعبية، والتورط في تنظيم التظاهرات، التي تطالب بإسقاطه نظامه، وتتهمه بتزوير الانتخابات. وينفي لوكاشينكو من جهتهٍ وقوع أية أعمال تزوير في الانتخابات الرئاسية.

ووصف لوكاشينكو المتظاهرين المناهضين لحكمه بـ"الجرذان"، واتهمهم بـ"الخيانة"، وبأنهم ممولون من الخارج. ودعمت موسكو لوكاشينكو في مواجهة الاحتجاجات الحالية، وحذرت واشنطن وبروكسل من التدخل في الشئون الداخلية لبيلاروسيا.