تعرف على مخاطر التخسيس السريع بالأنظمة الغذائية الفقيرة

الدكتورة إيمان عبد الله أخصائي تغذية وسلامة غذاء
الدكتورة إيمان عبد الله أخصائي تغذية وسلامة غذاء

بالرغم من تأكيد كل المتخصصين في مجال التغذية على المخاطر الصحية للحميات الغذائية القاسية، ومقاطعة بعض المغذيات الأساسية مثل الكربوهيدرات والدهون، بهدف إنقاص الوزن في وقت قصير، إلا أن الكثير من راغبي فقدان الوزن لا يزالون يتبعون تلك الأنظمة الغذائية الفقيرة بالمغذيات، لتحقيق أهدافهم دون النظر للمخاطر الصحية المحتملة التي تسببها مثل تلك الأنظمة الغذائية.

 

وتؤكد الدكتورة إيمان عبد الله، أخصائي التغذية وسلامة الغذاء والصحة العامة، أنه أثبتت العديد من الدراسات الحديثة في مجال التغذية، فشل تلك الأنظمة وأضرارها على الصحة على المدى القصير والمدى البعيد، حيث أن مقاطعة المغذيات الرئيسية لجسم الإنسان كالكربوهيدرات، والتي يعتمد عليها الجسم كمصدر أساسي للطاقة، ولذلك يجب أن تُشكل من ٥٠ إلى ٦٥٪؜ من إجمالي السعرات اليومية للشخص، إلا في حالات معينة يمكن أن تتغير تلك النسبة، ولكن لا يمكن مقاطعتها نهائياً لفقدان الوزن سريعًا.

وأضافت أنه ينطبق ذلك على الدهون التي تُشكل ٦٠٪؜ من المخ، وأهميتها لتصنيع الهرمونات وحماية الأعضاء الداخلية والوظائف الذهنية أيضاً، كما أنها تُعتبر مصدر غني للطاقة يتم تخزينه في جسم الإنسان، فضلًا عن أهمية البروتينات الضرورية لبناء الجسم وتعويض الأنسجة التالفة وتنظيم الهرمونات.

وأشارت خبيرة التغذية، إلى أن النزول السريع في الوزن يؤدي إلى فقدان عضلي، وفقدان سوائل الجسم، وربما يتسبب النزول السريع في الوزن إلى اعتلال الكبد وظهور أعراض الكبد الدهني وشعور دائم بالإرهاق والكسل وترهلات الجسم، والتي قد تتطلب تدخلاً جراحياً للتخلص منها، غير أنه يتم الرجوع في الوزن الذي تم فقده أضعاف بعد توقف اتباع تلك الأنظمة.

وعددت خبيرة التغذية، المشكلات الصحية الناجمة عن اتباع الأنظمة الغذائية الفقيرة بالمغذيات، منها الضعف العام والأنيميا وشحوب الوجه وانخفاض مستوى التركيز وسقوط الشعر وغيرهم من المشكلات الشائعة التي يعاني منها البعض حالياً، يضاف إلى ذلك أن الحرمان من أغذية معينة وبشكل مفاجئ يؤدي إلى الشراهة لتلك الأغذية فور التوقف من صعوبة الالتزام بها والاستمرار عليها كأسلوب حياة.

وتنصح الدكتورة إيمان، أن الحل الأنسب لضمان نتائج مستدامة وصحية وآمنة هو اتباع نظام غذائي متوازن ولا يفتقر أياً من المغذيات الكبري أو الصغري (أساسية أو ثانوية)، وضرورة الأخذ في الاعتبار البيانات الشخصية لكل شخص مثل طوله ووزنه وعمره وحالته الصحية واختيار ما يتناسب مع تلك البيانات ، ويتم تحديد الكميات والحصص والسعرات الحرارية التي تخدم فقدان الوزن بأمان دون إحداث أي ضرر علي صحة الإنسان ووظائف الجسم الحيوية.

ويقصد من اتباع النظام الغذائي المتوازن هو الاستفادة من مجموعات الغذاء المختلفة ، واختيار أفضل الأغذية مثل الكربوهيدرات المعقدة التي لا ترفع مستوي الأنسولين في الجسم ويزيد الوزن ، والبروتينات الحيوانية والنباتية والدهون الصحية من المصادر الطبيعية كالمكسرات والأسماك الدهنية والدهون النباتية الطبيعية غير المهدرجة أو المتحولة التي تضر بالصحة ، كذلك الخضروات والفاكهة في صورتها الطبيعية والغنية بالڤيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي تحافظ علي صحة الإنسان ، وتلبي كل احتياجاته ضد أي أمراض أو ميكروبات، ويتم التحكم في تلك النسب لتحقيق هدف انقاص الوزن وتحسين مستوي الصحة إجمالاً.