نقطة نظام

«إنكم لتقولون قولا عظيما»

مديحة عزب
مديحة عزب

مديحة عزب

من رمضان اللى فات وأنا شايلاها فى قلبى وقلت فى نفسى حاكتبها لما تجينى الفرصة، لكن فى المرّات القليلة التى أتيحت فيها فرصة النشر لصفحة الرأى الصادرة صباح كل ثلاثاء كنت أجد ما هو أكثر إلحاحا منها لأعلق عليه، لحد ما قلت مابدهاش بقى ومش لازم تكون هناك مناسبة للكلام ده.. فاسمح لى عزيزى القارىء أفضفض بها.. فى برنامج «مصر أرض الأنبياء» والذى عرض على أكثر من قناة خلال شهر رمضان الماضى، تحدث الدكتور على جمعة عن العديد من أنبياء الله المصطفين والذين شرفت أرض مصر بوطء أقدامهم الطاهرة لها سواء من جاء إليها أو من ولد فيها أوعاش بها،وكان الحديث شيقا فى مجمله إلا فى بعض الحلقات التى لم تسلم من الإسرائيليات التى تزخر بها كتب التراث ومنها على سبيل المثال الحلقات التى كان يتحدث فيها عن كيفية وفاة سيدنا موسى، فقد فوجئنا به يردد فى هذا الصدد قصة غريبة.. وملخصها أنه حينما حل موعد وفاته جاءه ملك الموت فى صورة إنسان ولما أخبر سيدنا موسى بأنه قد جاء لقبض روحه بادره سيدنا موسى بلطمة شديدة على وجهه فقئت بها عين الملك.. فتركه الملك غاضبا وصعد إلى الله فى عليائه وشكا إليه موسى، فطيّب الله خاطره وأصلح له عينه المفقوءة، وبعثه من جديد لسيدنا موسى برسالة مفادها أن يضع موسى كفه على ثور فإن أراد أن يمد الله فى عمره عمرا جديدا فله بكل شعرة من الشعرات التى غطتها الكف سنة من عمر آخر مديد، وفعل ملك الموت ما أمره الله به ونزل لموسى وأبلغه بالرسالة، وهنا ارتجع سيدنا موسى وقال للملك حتى وإن فعلت ذلك فماذا بعد العمر الجديد إلا الموت، إذن لا داعى للحياة واقبض الآن.
هذه القصة الخزعبلية وردت فى كتاب البخارى وكأن جميع ما ذُكر به قد وقع لا محالة.. بينما الحقيقة أن لها من الأسباب الكثيرة والمنطقية التى تكذبها وتنسفها فى اليم نسفا.. أولها أن أنبياء الله كانوا أزهد الناس فى الحياة وفى مباهجها وأكثر البشر اشتياقا للقاء الله سبحانه وتعالى، أيضا لو كان ملك الموت ليستئذن الأنبياء قبل قبض أرواحهم لكان نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم أجمعين وخاتم المرسلين هو الأولى بالاستئذان والأولى بالعمر الجديد، أيضا عندما تتمثل الملائكة بالبشر فليس معنى هذا أن يجرى عليهم ما يجرى على البشر من خصائص كالأكل والشرب والنوم والضرب وفقء العين.. ألم يقص علينا القرآن نبأ ضيف إبراهيم فى أكثر من سورة والذين كانوا من الملائكة جاءوا إليه متمثلين فى هيئة بشر ولكن لم تستطع أيديهم أن تصل إلى الطعام الذى قدمه إليهم سيدنا إبراهيم.. لييييييييه؟.. لأنهم فى الحقيقة ليسوا بشرا لهم أيادى تستطيع أن تصافح أو أن تمتد إلى الطعام وإنما هم ملائكة أجسامهم نورانية حتى وإن تمثلوا بالبشر، فأيديهم ليست كأيدى البشر وأعينهم ليست كأعين البشر وأجسامهم ليست كأجسام البشر ومش أى لطمة على وجه واحد فيهم يمكن أن تفقأ عينه.. إذن لا يجوز عليهم ما يجوز على البشر.
ما قل ودل:
بينما أنت تلهو تحت التكييف فإن أحدهم بوزارة الكهرباء يصنع لك إيصالا حيعرفك ازاى تلهو كويس..