ذكرياتنا هي العمر الحقيقي الذي عشناه . هي الحقيقة لأنها كانت . ولا يمكن تغييرها أو نسيانها مع الأيام . ذكرياتنا هي حياتنا . وهي صورتنا الحقيقية أيامنا الحلوة كانت صورة من ضحكة الدنيا لنا . أيام كانت الدنيا تضحك .
وحتي الأيام الصعبة في دفتر ذكرياتنا هي جزء منا ونحن منها . إنها كانت نصيبنا في الدنيا رسمها لنا قدرنا . ودموعنا لم تذهب سدي ولم تحرقنا فقط . دموعنا في دفتر الذكريات . هي التي توضأنا بها لتصبح أرواحنا أكثر خفة وشفافية .
وكل صفحة من صفحات هذه الذكريات ملمح من ملامحنا التي لا يمكن أن تخفيها أقنعة أورتوش . ما عشناه وما شاهدناه . هوالذي يقول من نحن دون كذب أواصطناع أوتزييف .
لا يمكننا أبداً أن ننكر أن الحياة أعطتنا ما كنا نحب ونتمني في يوم من الأيام . لا يمكن أن نكون مثل القطط التي يقولون أنها تأكل وتنكر !
كل واحد فينا ضحك من قلبه في يوم من الأيام . كل انسان عاش الفرحة والسعادة ولو لوقت قصير . أحببنا وكان لنا من يحبوننا . وشاركنا وكان لنا من يشاركوننا .
عشنا الدنيا بالطول والعرض . وتصورنا أن الفرح دائم والدنيا باقية .
وجاءت علينا أيام تخيلنا أننا أقوي من الأيام . وأن في امكاننا تغيير الحياة . وركوب أمواجها الغادرة . وأننا بقلوبنا وارادتنا سوف نرسم فجر ما تبقي من أعمارنا . وأننا سنمسك بأيدينا نجوم السماء. ونطير بأرواحنا في أجواء الفضاء .
وجاءت علينا أيام أخري هزمتنا فيها الحياة . وجعلتنا نكتشف قدر أنفسنا وأحجامنا الحقيقية . وأننا لسنا أقوي أبداً من ورقة شجرة يطيرها هواء الخريف .
عندما يأتي موسم الخريف .
ذكرياتنا هي ما فعلناه وما فعلته الدنيا بنا .
وضحكاتنا دموعنا . أفراحنا وأحزاننا .هي المداد الذي كتبنا به وبأنفسنا قصي حياتنا .
ذكرياتنا هي الشيء الوحيد الذي يتبقي .
نمزق الصور. ونحرق الرسائل. ونغير أثاث البيت. ونهاجر من الأماكن التي عرفناها وعرفتنا. نغمض أعيننا. نهرب من الأسماء وحروفها.
وتبقي ذكرياتنا!