واشتعلت نيران من بيت الصحافة بحجة حماية حرية الصحافة واشتعل معها رد فعل الرأي العام رافضا قيام حرب وصراع بين الداخلية ونقابة الصحفيين.
وحينما سمعت اعضاء مجلس النقابة في لقاء مع الاعلامي المتفرد والمستنير اسامة كمال في برنامج «القاهرة والناس» شعرت ان هناك تمسكاً من جانب زعماء النقابة بمواقفهم وقراراتهم لاسيما القرار المطالب باقالة وزير الداخلية والذي استفز الكثيرين.. وبعد يومين اعلن النقيب تصريحا كان فيه استجابة لفكرة اعطاء فرصة لبرلمان مصر للبحث عن حلول توفيقية وكانت التهدئة نسبية ولكن ظلت شرائح من الرأي العام قلقه وغاضبة للموقف الاول المتشدد للنقابة والذي ارادت ان تقحم فيه رئيس الدولة باعتذار مؤسسة الرئاسة.. في صباح يوم السبت جاء صوت العقل علي لسان شيخ الصحفيين وعميد كل النقباء الاستاذ مكرم محمد احمد ليقول بكل صراحة وجرأة «لسنا مجرد قطيع يملكه مجلس نقابة الصحفيين واجبنا ألا نلتزم بتنفيذ قرارات تفتقد العقلانية والواقعية والرشد، وتفتقد اللياقة وادب الحوار عندما تطلب من رئيس لجمهورية الاعتذار عن شيء لم يفعله، وتصدر انذارات عنترية بمهلة تنفيذ لا يتجاوز اسبوعا وكأننا في حالة حرب وليس في حالة حوار او نقاش».. وقبل مقال شيخنا الاستاذ مكرم محمد احمد بيومين سمحت لنفسي وانا اتكلم في برنامج العاصمة ان اسأل نقيب الصحفيين «هل لديكم النية في خصخصة النقابة»!! وكنت طول الوقت اتساءل بحكم ما نسمعه من الزملاء منذ انتخاب المجلس الحالي من هم اعضاء المجلس والي اي تيار ينتمون لأفهم خلفيات عنترية لغتهم.. ثم جاءت كلمة شديدة الصراحة من الزميل العزيز المحترم مكرم محمد احمد «أن اصل الداء يكمن في انفراد تيار سياسي بعينه بأمور النقابة ويديرها وكأنها حزب سياسي»، واضيف من ناحيتي «لعن الله السياسة.. التي تخلط الاوراق فتفقد مهنية الصحافة معناها». وحينما تكون قيادة العمل في نقابة الصحفيين منتمية الي اتجاه سياسي معين يفرض عليها توجهات تخرج بها عن الطريق الصحيح.. وهناك نماذج لن ننساها من النقباء مثل العزيز الاستاذ ابراهيم نافع استطاع ان يجمع بين مهنية النقابة وحرفية الصحافة والابواب المفتوحة علي قيادات الدولة بحوار هادئ قادنا دائما الي حلول لصالح المهنة وصالح الدولة.. تحية الي هذا الرجل الزميل والصديق واعاده الله الي وطنه واهله واصدقائه ليكمل مسيرة عطائه المهني.
ان الظروف التي نجتازها حاليا بالغة الحرج والتيارات المختلفة والمتصارعة تخلق جوا من عدم الاستقرار نحن لسنا في حاجة اليه.. وليس من المعقول ان ندخل معركة مع الداخلية والنقابة فتشتعل النار في كل مكان ويأتي انصار الصوت العالي ليخلقوا جوا من الهرج والمرج يغطي علي صوت العقل. ومن التناقضات الغريبة في بلدنا انه بجانب الصياح والصخب حول حرب الصحافة والامن ننظر الي جانب اخر من ارض الوطن يذهب الي الفرافرة او الي قناة السويس ليجد وجها اخر مشرقا وواعدا بالخير والعطاء بالقمح الذي سيعطينا لقمة العيش وسيعطي للعامل فرصة العمل في المشروعات علي ارض الفرافرة او قناة السويس.. هذا ما امكن للدولة ومؤسسة قناة السويس ومعهم الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس واللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والدكتور احمد درويش رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية بقناة السويس القيام به.. ومن حسن الطالع انه من هذه القيادات الثلاثة امكن ان ننجح في معركة البناء فبنينا قناة السويس الجديدة والشبكة القومية للطرق ولن ننسي الجهود التي تبذل من اجل تطوير الاسكان والتنمية العمرانية، ولنتذكر جميعا كيف خلال فترة لم تتعد ٦٠ يوما اطلق الرئيس اشارة البدء لحفر قناة السويس الجديدة كمشروع قومي طموح لتنمية هذا الشريان المائي المهم الذي يربط المشرق بالمغرب ويضمن لمصر مكانتها كمركز حيوي للتجارة وتخطي هذا المشروع عوائده الاقتصادية المتمثلة في زيادة الدخل القومي ليصبح علامة بارزة تدلل علي قدرات المصريين علي الانجاز والتحدي. بين لغة التدمير والهدم وفلسفة البناء لا مصالحة وسيكون النصر في النهاية للايدي التي تبني والعقول التي تفكر.