العقلاء من البشر يبتسمون فى حدود.. ويضحكون فى حدود!!..العقلاء من البشر يحبون بقدر..ويكرهون بقدر!!...يفرحون بقدر..ويحزنون بقدر!!...يحسنون إدارة عواطفهم بمهارة، مستمعين إلى نصيحة د.مصطفى محمود "لا تكن لطيفا أكثر مما ينبغي"..والمقصود من العبارة، ألا تسخو فى عواطفك ومشاعرك للآخرين...ألا تمد يد العون، الا بالقدر الذى لا يتعب يدك، ولا يجهد قلبك!!..ألا تبالغ فى وقوفك إلى جوار الآخرين ومساعدتهم، بحيث تجور على نفسك..صحيح أن محبة الناس فعل جميل مطلوب، لكن ما يزيد عن حده، تذكرك النصيحة أنه خطر جدا، خاصة الإبداع فى حب الناس!!..باختصار كن متوازنا فى علاقاتك..متوازنا فى الأخذ والعطاء!!..(تلك نصيحة د.مصطفى محمود ونصيحة كل العقلاء من البشر)!!...لكن هناك دائما من يسيرون عكس النصيحة (لعلى واحدة منهم)!!.. هولاء يذهبون إلى آخر المدي، لا تشغلهم حسابات الشوق ومعايير المحبة...هؤلاء لا نهاية لأشواقهم!!..فى مسرحية "طقوس الإشارات والتحولات"لسعد الله ونوس..خلع "الشيخ قاسم" مفتى الديار الشامية فى القرن التاسع عشر...خلع عمامته، وهجر منصب مفتى الديار، متخففا من أثقال الروح، وأحمال الجسد..هجر الدنيا مشدودا إلى محبوبته الماسة،ومتبعا هواه إلى آخر المدي...أن تكون رحيما، معناه أن تكون عكس النصيحة العاقلة.. لطيفا أكثر مما ينبغي..كريما أكثر مما ينبغي...معناه أنك واحد من المختارين..منحك الله بعضا من عطفه وبعضا من رحمته...حين تمد يدك تمسح عرق المتعب..تذكر أنها ليست يدك.. لكنها يد الله.
