إنها مصر

أوركسترا العزف على النيران !

كرم جبر
كرم جبر

إبلاغ الإعلاميين كان متأخراً بعد منتصف الليل، للتواجد فى المطار الحربى بالقاهرة صباح الخميس للذهاب إلى منطقة الحدود المصرية الليبية، وساعة ونصف بالطائرة الحربية إلى مطار «حباطه».
وزير الدفاع والإنتاج الحربى الفريق أول محمد زكى ورئيس الأركان الفريق محمد فريد فوجئوا بالوفد الإعلامي، وكانا حريصين أن يؤكدا أن المشروع التدريبى الكبير تقرر منذ أيام قليلة، ولقياس جاهزية القوات، لتنفيذ التكليفات الصادرة من رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقلت لوزير الدفاع إن الإخطار المتأخر للإعلاميين يقيس أيضاً مدى جاهزيتهم، فلم يتخلف أحد من الوفد الإعلامى الكبير، بعد إخطارهم من إدارة الشئون المعنوية، ورغم صعوبة الترتيبات الميدانية، إلا أننا كنا جميعاً سعداء، ونحن نطمئن على جيش مصر الرابض على الحدود الغربية.
الصورة مبهرة فى تنفيذ القوات لمهمة حماية الحدود، والتفاهم والتناغم والتعاون بين مختلف الأسلحة، وكأنه مايسترو يقود فرقة موسيقية متفاهمة، ويوزع الأدوار والمهام على كل أفرادها بدقة شديدة، لتؤدى لحناً واحداً.
فى أقل من أسبوع، تمكن الأبطال من التدريب على الخطة، واستكمال التنسيق بين مختلف الأسلحة، وتقديم بيان عملى عنوانه «نحن جاهزون».
وتبدأ المنظومة الدفاعية بالإشارات التى تتلقاها القوات من وحدات المخابرات الحربية والاستطلاع، عن أماكن تمركز القوات المعادية وأعدادها وتسليحها، وعلى الفور يتم تقدير حجم النيران المؤثرة والأسلحة المستخدمة فى القضاء عليها.
«حسم 2020» القوة العاقلة المفرطة، فلا أحد يستطيع أن يورط الجيش فى معركة لا يريد دخولها، مضى زمن الحرب بالورطة، ولكنه أيضاً فى تمام الجاهزية للدفاع عن كل حبة رمال، ويستطيع أن يقطع رقبة وذراع من يهدد الأمن القومي.
روعة الأداء القتالى تجسدت فى الرماية الجوية التى تستهدف مناطق تجمعات العناصر الإرهابية ومراكز القيادة، ورماية بالذخيرة الحية لكتيبة دبابات، وتظهر الطائرات بمختلف أنواعها، وكأنها صقور تقتحم السماء.
تتلوها قوات المظلات لاحتلال المواقع الحيوية فى العمق، وسرايا الصاعقة لتدمير مراكز القيادة للمرتزقة، ويستمر العزف على النيران، حتى القضاء على آخر عنصر إرهابي، وتتعقبه قواتنا بتطهير الأرض من دنسهم.
مطمئنون على جيشنا، ورأينا بأعيننا أوركسترا العزف على النيران، فى نشيد الدفاع عن الوطن، وشتان بين القادر والعاجز، فكانوا يريدون لجيشنا مصيراً مثل دول الجحيم العربي، ولكنه يسرى فى كيان الوطن نسيماً وقوة وعناداً.
كنت وزملائى الإعلاميون فى غاية الفخر والسعادة، وكنا أيضاً محظوظين، لإتاحة الفرصة لنرى بأعيننا ملحمة فى قلب الصحراء، وفى منطقة وعرة، ولكن يتحمل الأبطال الظروف الصعبة، دفاعاً عن وطنهم، وياليت من ينتقدون يحضرون، فلن يستطيعوا البقاء ساعة واحدة.
تحية لجيش مصر العظيم، للأبطال الذين تركوا بيوتهم وعائلاتهم وجاءوا إلى هنا «حباطه» منطقة شديدة القسوة، ليدافعوا عنها، ويرفعوا رأس بلدهم عالياً فى السماء.