بدون تردد

العالم.. وعدوان أردوغان «٢/٢»

محمد بركات
محمد بركات

المتتبع لمجريات الأحداث والوقائع على الساحة الدولية، وردود الفعل الأقليمية والدولية على التطورات الجارية على  الأراضى الليبية طوال العام الماضي، وما استجد منها خلال الشهور والأسابيع الأخيرة، وصولا إلى الآن فى ظل الممارسات العدوانية التركية فى ليبيا، يخرج بملاحظة أساسية يصعب تجاهلها أو إغفالها.
هذه الملاحظة تشير إلى أنه على الرغم من المظاهر الطافية على السطح، التى تؤكد وجود موجة من الاستنكار الدولى العام، للتوجيهات والممارسات التركية العدوانية على الأراضى الليبية،..، إلا أنها غير مقترنة ولا مصحوبة بتحرك دولى فعال وجاد يوقف هذه الممارسات أو يردعها.
وعلى الرغم من التصريحات الكلامية المستنكرة والرافضة لأسلوب البلطجة السياسية، التى ينتهجها أردوغان تجاه كل جيرانه ويطبقها بالفعل فى ليبيا،..، إلا أنه من الواضح أن هذه التصريحات تقف عند حدود الكلمات ولم ولن تتحول إلى إجراءات عقابية، أو تحركات فعلية للردع فى ظل حالة السيولة السائدة على الساحة الدولية الآن ومنذ فترة ليست بالوجيزة.
أقول ذلك بوضوح رغم أنى كنت ولازلت آمل، فى أن يتحرك المجتمع الدولى لردع البلطجة التركية قبل فوات الأوان، ولكن للأسف يبدو أن ذلك مازال بعيد المنال.
وأزيد على ذلك بالقول بأن هناك من الدلائل ما يكفى للإشارة، بأن القوى الكبرى المؤثرة على الساحة الاقليمية والدولية، لن تتدخل بفاعلية لوقف الممارسات العدوانية - التركية، أو التصدى لأطماع اردوغان غير المشروعة فى ثروات الشعب الليبي،..، وهذا أمر شبه مؤكد يجب أن نضعه فى الاعتبار للأسف الشديد.
وأضيف إلى ذلك التأكيد على أن أردوغان لم يكن ليتصرف بمثل هذه العدوانية والرعونة الفجة، والبلطجة الظاهرة والمعلنة، دون ضوء أخضر وموافقة ضمنية من الأخ الأكبر فى البيت الأبيض،..، وهذا للأسف هو ما يجعله مطمئنا لغياب الردع وغيبة التصدى لكل  جرائمه وممارساته العدوانية.