كيف تكون قريب من الله؟.. داعية يجيب

دكتور أسامة فخري الجندي
دكتور أسامة فخري الجندي

واصل الدكتور أسامة فخري الجندي، الداعية بوزارة الأوقاف خواطره الرمضانية، حيث خاطرة اليوم السادس عشر من شهر رمضان التي جاءت بعنوان" القريب من الله (عز وجل) يُرَكّزُ على حاضرِه ، والبعيدُ عنه يُرَكّزُ على ماضيه"، مشيرًا إلى أنه لا شك من أن هناك صراعًا يقع فيه الإنسان، وهو صراع بين العقل والهوى . 

وبين: فأما العقل ، فهو الذي يُقَوّمُ الإنسانَ ويدلّه على الخير ؛ لأن من وظائفه أنه يعقل حركة الإنسان حتى يجعلها منضطبة مع المنهج الإلهي ، والذي يعضده قوة حضور الضمير، وأما الهوى ، فهو ما تميل إليه النفس ، والذي تميل إليه النفس قد يكون موافقًأ للشرع ، فالعقل يعضده ، وقد يكون مخالفًأ للشرع، وبالتالي تأتي الذنوب وصناعة الشرور والفساد والقبح ،وهو ما يرفضه العقل .

وأشار إلى أنه إذا رجع الإنسان وتاب إلى الله (عز وجل) ، فإنه بعد أن يستغفر ، ويتوب الله (عزوجل) عليه ، ينتهي الماضي، وكلما كنتَ أقربَ إلى الله (عز وجل) نسيتَ الماضي، وكلما كنت تتحرك بحركة غير صحيحة، فإن ماضيك سيثير عندك الشيء الكثير ، وبناء على ذلك فإن الإنسان واحدٌ من اثنين : إما أن يُرَكّز على ماضيه، وإما أن يركز على حاضره.

وكلما كان الإنسانُ أقربَ إلى الله (عز وجل) فإن تركيزَه سوف يكون على الحاضر، وكلما كان الإنسانُ أبعدَ عن منهج الله (عز وجل) فإن تركيزَه سوف يكون على الماضي، وهذا الشيء يبعث في النفس الألم.

فمن تاب من شيء (في الماضي)، وأراد أن يرتقي إلى الله (عز وجل) في الحاضر)، فلماذا تُذَكّره بهذا الماضي؟.

وشدد الداعية بوزارة الأوقاف على أنه لا بدّ من أنك تريد أن تًثَبّطَه، أن تُضْعِفَه، أن تُذَكّرَه بما اقترفت يداه، فالمؤمن يقرب ولا يبعد ، نسأل الله (عز وجل) أن نكون منهم.