نهار

تحية «ووهان»!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

تدخلت الكورونا فى تفاصيل حياتنا اليومية... طريقة تفكيرنا..مزاجنا النفسي..تدخلت فى نوعية طعامنا.. مواعيد صحونا ونومنا...حتى علاقاتنا الشخصية..وطريقة تعاملنا مع الأخرين، والمسافة الواجبة بيننا..لم يعد بالإمكان المصافحة،ولا طبعا الأحضان والقبلات كما نفعل عند اللقاء.. لم يعد مسموحا بالإقتراب..أحدثت الكورونا تأثيرها الحاد على العادات الاجتماعية فى العالم كله، لنتحول إلى عالم بلا مصافحة، عالم بلا قبلات، عالم بلا تقارب بقرارات رسمية من منظمة الصحة العالمية، وقرارات أخرى صارمة من مجالس وزراء كثير من دول العالم، بمنع المصافحة ومنع العناق، وفرض شروط التباعد الإجتماعي...
لم يعد للمصافحة مكان فى ثقافة تؤمن بنظرية الجراثيم، حيث تؤكد الأبحاث أننا نحمل فى المتوسط ٣٢٠٠ نوع من البكتيريا فى أيدينا!!..وهو ما يصفه خبير الأمراض المعدية بأحد مؤسسات البحث الطبى فى أمريكا بالسلاح البيولوجى ناقل للعدوى (عندما تمد يدك، فإنك تمد سلاحا بيولوجيا)!!
أختفت ظاهرة المصافحة حين يلتقى الناس، وبالطبع أختفت الأحضان والقبلات..خطوة ربما تستمر بعد الكورونا، ليختفى تماما السلام باليد وتختفى أشكال التقارب الإجتماعي..وتعاد صياغة أشكال التحايا والسلام والتعبير عن المودة، ربما نعتمد جميعا تحيات دول شرق آسيا.. اليابان والصين وتايلاند حيث الإكتفاء بالإنحناء وضم اليدين معا..وفى الهند تحية(نماستي) وهى لصق الكفين ببعض وتقريبهما إلى الصدر، مع إنحناءة بسيطة من الرأس..وفى اندونيسيا توضع اليد على القلب أو الصدر....بعد الكورونا أبتكرت الصين (تحية ووهان)وهى المصافحة بالأقدام، وهى تستخدم حاليا فى الفرق الرياضية، وتستخدم أيضا فى إيران وبعض دول العالم..بينما أكتفت رئيسة الوزراء الألمانية ميركل برفع يدها فى الهواء كتحية... وفى أثيوبيا يتبادل الأشخاص التحية بالكوع وليس اليد!!