إنهــا مصـــــــر

كرم جبر يكتب.. وهل يستطيع ذلك غير الدولة؟

كرم جبر
كرم جبر

«شكله يفرح»، فالعبور من الإسماعيلية إلى الضفة الغربية، عبر نفق «تحيا مصر» شىء رائع، الجمال والنظافة والروعة والإضاءة والرصف، وفى أقل من 7 دقائق أصبحنا هناك، فى الضفة الشرقية لقناة السويس، وكانت قبل ذلك رحلة العذاب وضياع الوقت.
كان ذلك يوم الأربعاء الماضى، بمناسبة افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى لمحطة معالجة مياه الصرف الصحى بمنطقة سرابيوم، شرق القناة بمحافظة الإسماعيلية.. ولكن الوصف التفصيلى للزيارة كان أكبر من ذلك بكثير:
ما شاهدناه كان رداً بالحقائق والمعلومات والأرقام، على الحملة الكاذبة لـ «نيوتن» ومن معه، الذى تمخض عقله فولد فكرة شيطانية ظاهرها الاستثمار فى سيناء، وباطنها المساس بالسيادة الوطنية.
سيناء التى يتحدث عنها «نيوتن» فى صحيفته ليست سيناء التى شاهدناها على الطبيعة.
شاهدنا مدينة الإسماعيلية الجديدة على يمين النفق، درة المدن على قناة السويس، وتشكل نقطة جوهرية فى تعمير سيناء بمزيد من السكان، ولن نتركها للإهمال أو الإرهاب كما يزعم نيوتن، ولكن للمصريين الذين يبحثون عن حياة أفضل.
سيناء التى أنفقت عليها الدولة 600 مليار جنيه، فى الطرق والكبارى والإسكان والتجمعات التنموية والمشروعات الصحية والصناعية والأنفاق والمشروعات الكبرى.. وكلها شاهد حى على أرض الواقع، وليست فى حاجة إلى افتكاسات واستثمارات كاذبة.
هل يستطيع المستثمرون ورجال الأعمال أن يقوموا بأى مشروع مما تم إنجازه فى السنوات الأخيرة؟
البيت البدوى - مثلاً - يتكلف 2.4 مليون جنيه، وتقدمه الدولة لأهالى سيناء بأسعار أقل بكثير جداً، ونفس الحال بالنسبة للخمسة فدادين التى يتملكها الأهالي، ويتكلف استصلاحها ثلاثة ملايين جنيه.
الدولة تنفق المليارات ولا تنتظر العائد بعكس مستثمرين «نيوتن»، لأنه أمن قومى لا يقدر بأى ثمن، أمن الوطن وحمايته وصيانة استقلاله وتنمية أراضيه، وهو يختلف عن الأمن القومى للمستثمرين ورجال الأعمال.
الأمن القومى للمستثمرين هو حصولهم على أعلى قدر من الأرباح، أما الدولة ففى رقبتها مسئولية توفير الحياة الكريمة لأبنائها، وشبكة الطرق مثلاً امتدت 60 ألف كيلو متر، ولا يستطيع تنفيذها إلا الدولة.
محطة تنقية مياه المجارى فى سرابيوم التى افتتحها الرئيس، تضخ مياه فى أنابيب تحت القناة، تكفى لزراعة 70 إلى 100 ألف فدان، ومشروعات أخرى تنفذها وزارة الزراعة ترفع مساحة الأراضى المستصلحة إلى 750 ألف فدان، بإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي.
سيناء التى يتحدثون عنها وكأنها تحت رحمة الإهمال والإرهاب، نفذت فيها الدولة بالفعل مشروعات لتجمعات بدوية تكلفت 6 مليارات جنيه، ولا تنتظر من ورائها عائداً يوازى قليلاً مما أنفقته، فهل يستطيع حاكم نيوتن أن يفعل ذلك؟
سيناء لم تعد جرداء، وأمام الرئيس خريطة تفصيلية لاستثمار كامل مساحتها التى تبلغ 60 ألف كيلو متر مربع، فى منظومة متكاملة من المشروعات الاقتصادية، التى تجعلها درة مصر خلال فترة قصيرة.
نفق «تحيا مصر» الذى عبرناه فى إيقاع يبهر العالم، ليس فى استطاعة أحد أن يفعله إلا الدولة، ولا يستطيع المستثمرون ولا رجال الأعمال أن يحفروا عشرة أمتار منه، تحت القناة فى أعماق بعيدة، وتم تزويده بالمرافق والخدمات على أعلى مستويات التنفيذ فى العالم.
من حق كل إنسان أن يقول ما يشاء، ولكن بالحقائق والمعلومات، وليس بالتجنى، وكأنه يضع مصر بين خيارين: إما أن يطمع فيها المغامرون أو أن يستخدموا فزاعة الارهاب.. لا هذا ولا ذاك، سيناء ستبقى مصرية الأرض والهواء والماء، وكانت زيارة الرئيس لسيناء رسالة للجميع بهذا المعنى.