عاجل

فى الصميم

تحت الصفر..!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

للمرة الأولى فى التاريخ يتحول البترول من سلعة يسعى الجميع وراءها، إلى انتاج يدفع من اشتراه الأموال الطائلة ليتخلص منه!!
سيدخل يوم 20 ابريل الحالى تاريخ الاقتصاد العالمى باعتباره اليوم الذى شهد هذه الظاهرة، حيث تدافع من يملكون عقود شراء البترول الأمريكى «تسليم شهر مايو القادم» إلى محاولة الخروج من الورطة التى وقعوا فيها.. فالسوق بها فائض كبير والمخازن ممتلئة، وناقلات البترول تحول معظمها إلى مخازن إضافية ممتلئة بالبترول الذى لا يجد من يشتريه، وآخر موعد للتصرف فى العقود هو أمس الثلاثاء، والنتيجة هى ما حدث.. بيع العقود بالسالب، بمعنى التنازل عنها مع دفع ما يقرب من 38 دولاراً لكل برميل، فى سابقة لم تحدث فى تاريخ صناعة البترول!!
المفترض أن يكون ما حدث مقتصرا على البترول الأمريكى، وأن تبقى آثاره فى حدود البورصة الأمريكية حيث تلحق بالمضاربين وحدهم الخسائر الفادحة، والمفترض أيضاً، أن نكون أمام حدث طارئ تنتهى اثاره مع الخلاص من هذه العقود وبدء التعاقدات الجديدة.. لكن الواقع يقول غير ذلك!
الاضطراب فى سوق البترول سيبقى طويلا، تخفيض منظمة «أوبك» للانتاج بنسبة 10٪ لن يأتى بنتائج سريعة مع اقتصاد عالمى متوقف بسبب «كورونا» ومع مخازن مملوءة بالنفط الرخيص، ومع تصورات مختلفة ومتناقضة لعالم ما بعد كورونا!!
الرئيس الأمريكى ترامب ركز على حكاية ملء خزانات أمريكا بالبترول الرخيص لكن ماذا عن حقول البترول الصخرى التى لن تستطيع البقاء فى المنافسة مع أسعار تقل عن أربعين دولارا للبرميل؟ وماذا عن صعوبات عودة الاقتصاد الأمريكى للعمل بكفاءة؟ وهل ستقبل أمريكا بالعودة للاعتماد على استيراد البترول بعد أن أصبحت -فى ظل الأسعار المرتفعة- المنتج الأول فى العالم؟
ثم الأهم كيف ستتعامل أمريكا مع حقيقة أن المستفيد الأكبر من انهيار أسعار البترول هى الصين؟.. الاجابات مؤجلة والأوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات!