فى الصميم

لا دين.. ولا أخلاق!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

ما حدث أول أمس فى قرية»شبرا البهوفريك» بالدقهلية
 سيظل إثمه يطارد من ارتكب الجريمة ويسىء للقرية لزمن طويل.
محاولة منع دفن السيدة المتوفاة ضحية «كورونا» لا هى من الدين أو الأخلاق. لو قرأ من أثاروا المشكلة بيان دار الإفتاء الذى يصف ضحايا «كورونا» بـ»الشهداء» لأدركوا أى جريمة ارتكبوا.. ولو تابعوا ما أثاروه من استياء لدى كل عاقل فى هذا الوطن لأدركوا حجم الجهد الذى ينبغى عليهم أن يقوموا به لكى يزيلوا «وصمة» ما فعله البعض منهم.
لكن الأهم هو أن نحصن أنفسنا من تكرار مثل هذه المواقف المؤسفة وأن نكشف سريعاً بالتحقيقات الدقيقة عما وراءها. وأن نجيب على أسئلة معلقة بشأن هذه الواقعة المشينة. فهل كان وراءها فقط المخاوف المزعومة من العدوى؟. أم أن هناك من حرض لاختلاق مشكلة وهو يعرف أن كل إجراءات الوقاية قد تم اتخاذها، وأنه لا مكان للعدوى؟!.. إذا كانت المشكلة تتعلق بنقص الوعى وقلة المعلومات العلمية الصحيحة، فعلينا أن نعالج الأمر. وإذا كان هناك تحريض ممن لا يريدون الخير لهذا الوطن، فالعقاب الصارم لابديل عنه.
ويبقى التأكيد على أن الجريمة التى ارتكبت فى «شبرا البهو» لم تكن موجهة إلى السيدة المتوفاة باعتبارها طبيبة ولكن باعتبارها مواطنة مصرية أصابها الوباء. وهنا علينا أن نتعامل مع الأمرين معاً.. من ناحية نقف بصرامة ضد كل محاولة للتنمر ضد من أصيب بفيروس كورونا أو تكرار ماحدث فى «شبرا البهو» مع من يتوفاه الله بالفيروس اللعين. ومن ناحية ثانية لا نترك لأحد الفرصة لخلق مشكلة فى التعامل مع جيشنا المتقدم من الأطباء وأطقم التمريض فى معركتنا ضد هذا الوباء. لقد أظهرت المعركة مقدار نبل أطبائنا ومساعديهم وتضحياتهم من أجل الوطن، كما أظهرت مقدار العرفان بالجميل من جانب الجميع لكتائب الرحمة التى تقف فى الصفوف الأولى فى المعركة ضد «كورونا». البعض يسوؤه ذلك لأنه لا يريد الخير لمصر.. والرد يكون بتوفير كل الحماية لأطبائنا ومعاونيهم، وتوقيع أقصى العقاب بمن يسىء لطبيب وهو يقاتل أو يمارس البلطجة فى المستشفيات العامة.
تقديرنا بلا حدود للأطباء وهيئات التمريض. إدانتنا كاملة لكل من يحاول ضرب وحدتنا أو التأثير فى معنوياتنا ونحن نخوض حرباً حقيقية.سلمت مصر من كل شر.