نهار

الانضباط...

عبلة الروينى
عبلة الروينى

الانضباط والصرامة فى تطبيق إجراءات الوقاية، ووعى الناس والتزامهم التام بقواعد الحماية.. كان طوق النجاة بالتأكيد فى مواجهة الصين لفيروس كورونا... والعكس تماما، حالة التهاون والاستخفاف كانت أحد أسباب تفشى الفيروس وتفاقم العدوى فى إيطاليا.... مجرد إعلان الدولة فرض الحجر الصحى فى ميلانو، شاهدنا كيف تدافع الأهالى فى محطات القطار، هربا إلى مدن أخري، حاملين معهم فزعهم وتهاونهم وعدواهم...!!
ورغم الخطوات الجادة والإجراءات الصارمة المنضبطة للحكومة المصرية، فى التعامل مع الأزمة، بشكل منح الناس كثيرا من الهدوء والتخفيف من حدة الفزع... لكن للأسف لا يمتلك الكثيرون نفس القدرة على الانضباط.. هناك الكثير من الاستخفاف والتهاون، والكثير من الاتكالية والعشوائية... وهو ما شهدناه أول أمس فى شعائر صلاة الجمعة، واحتشاد الناس متلاصقين، كتفا بكتف دون حذر واجب!!..وبدا غير مفهوم ابدا، قيام وزير الأوقاف نفسه، بإلقاء خطبة الجمعة فى مسجد «ماسبيرو» وسط حشود كبيرة من المصلين، متعمدا أن يبدأ الخطبة بالآية الكريمة (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) دون أدنى مراعاة واجبة للسلامة والحماية، وعدم الإلقاء بأنفسنا إلى التهلكة.. وهو ما اتخذته معظم الدول الإسلامية بإيقاف صلاة الجمعة، ومطالبة الناس عند رفع الأذان، أن يلتزموا بالصلاة فى بيوتهم... الكنائس المصرية أيضا مزدحمة بالمصلين.. بينما فى الفاتيكان طالب البابا فرانسيس، بإيقاف الصلوات والقداسات بالكنائس...
لا مجال أبدا للتهاون بأرواح الناس وسلامتهم، ولا مجال لترك الأمر لسلوك الناس العشوائى.. وهو ما يستوجب فى ظل غياب الكثير من الوعي، فرض حظر التجوال بصرامة، وفرض الحجر الصحى كاملا... حتى اجتياز المحنة الصعبة والخروج سالمين إن شاء الله.