حوار| الملاكم المتأهل لـ«طوكيو 2020»: مش خايف من «كورونا».. والإصابات عذبتني

الملاكم عبد الرحمن عرابي
الملاكم عبد الرحمن عرابي

حوار: محمد حامد

ارتبطت لعبة الملاكمة فى مصر، بالأفلام السينمائية وخاصة من الفئة غير المهتمة بالرياضة، وكانت السينما تلجأ عادة لتجسيد الشخص المثالى رياضياً عن طريق لعبة الملاكمة لما يعطيه سيناريو اللعبة من مساحة يستطيع المؤلف والدراما استخدامها، خاصةً وأن حياة الملاكم تمر بسلسلة من منحنيات صعود وهبوط تصعب مهمته فى القدرة على الاستمرار واستحمال متاعب الحياة من أجل أن يصبح بطلا أوليمبيا.

وبالعودة للوقت الراهن فنحن أمام مشروع بطل جديد، هو فقط من يستطيع تحويل كلمة مشروع إلى حقيقة.. عبد الرحمن عرابى.. تأهل للإولمبياد فى وزن 81 كجم بعد وصوله لنهائى التصفيات الأفريقية ثم فاز بالميدالية الذهبية فى النهائى.. مر عبد الرحمن بظروف صعبة ومازال يعانى منها وتوج فالمقابل بأكثر من ذهبية منذ احترافه اللعبة، وفى ظل استعدادات اللاعبين على قدم وساق حال إقامة الأوليمبياد فى موعدها، اخترنا الحوار مع عرابى لمعرفة بدايته مع اللعبة ومدى طموحه الفترة القادمة فى مشواره الأوليمبى المنتظر.. ودار شريط الحوار كالتالى:

> كيف كانت بداية ممارستك للعبة ؟
- بداية ممارستى للعبة كانت بالصدفة البحتة، ذهبت أنا وإخوتى حيث كانوا راغبين فى الاختبار الذى يحدد إمكانية دخولهم لمجال الملاكمة من عدمه، ثم أشار المدرب لى بالاختبار معهم، وبرغم عدم حبى للعبة نجحت واجتزت الاختبار وفى المقابل سقطوا هم فى الاختبار.. مع الوقت تحول كرهى لحب وشغف خاص باللعبة.. وزاد الشغف بالتمرين ومشاهدة أبطال العالم وأبطال بمنتخب مصر يمارسون اللعبة، وفى هذا التوقيت وددت أن أكون من ضمنهم، ومع الوقت توجت ببطولة الجمهورية ثم دخلت منتخب الشباب ومنه توجت ببطولات أخرى حتى وصلت لأوليمبياد طوكيو.

> وهل عائلتك رحبت بدخولك عالم الملاكمة؟
- لا لم يرحبوا فى البداية، وكانوا خائفين، وحذرونى من الاستمرار فى اللعبة، إلا أننى اخترت مواصلة اللعب دون معرفتهم حتى تفهموا موقفى وتحمسوا باللعبة عندما أصبحت لاعباً فى منتخب مصر.

> وماذا عن أفضل إنجاز حققته فى اللعبة منذ بدايتك؟
- لا أستطيع أن أحكم، فقد حققت ذهبية الدورة الأفريقية وذهبية دورة ألعاب البحر المتوسط التى كُرمت على إثرها من الرئيس السيسى، وأيضاً حققت فضية الدورة الأوليمبية العسكرية التى أقيمت بالصين فى ديسمبر الماضى وهى أول ميدالية فى تاريخ مصر بهذه الدورة، وحققت أيضاً ذهبية أفريقيا فى السنغال والتى تأهلت بعدها لأوليمبياد طوكيو.. ولذلك كل هذه الأحداث لها قصة خاصة معى ولا أفضل ميدالية عن أخرى.

> وماذا عن درجة صعوبة المنافسات الأفريقية فى الملاكمة؟
- بالتأكيد المنافسات الأفريقية صعبة بدليل أننى متأهل للأوليمبياد من خلالها، وتأهل معى من منافسات دورة الألعاب الأفريقية فى المغرب التى توجت بذهبيتها إلى تصفيات الأوليمبياد فى السنغال وفى النهاية انتصرت فى هذه وتلك وكنت البطل فى النهاية.. وبكل تأكيد فخور بأننى ممثل مصر بالأوليمبياد من الملاكمة.

> هل إصابة منافسك فى نهائى التصفيات ساعدك على التتويج بالذهبية؟
- بالتأكيد إصابة المنافس الجزائرى سهّل علىّ التتويج بالذهبية بجانب التأهل الأوليمبى، ولكنى فزت عليه من قبل فى الدورة الأفريقية.

> اختر موقفا صعبا واجهته خلال البطولات التى خضتها؟
- بالطبع لا أنسى ما حدث معى قبل دورة ألعاب البحر المتوسط، حيث تعرضت لقطع فى الرباط الخارجى للركبة قبل البطولة ولكننى أصررت على خوضها رغم الإصابة وكتبت تقريرا على نفسى بتحملى مسئولية ما أفعل وتوجت بالذهب فى مفاجأة للجميع، وبعد البطولة أجريت لى العملية.

وأيضاً قبل البطولة ذاتها وقبل الإصابة فى الركبة كنت قد توقفت عن ممارسة اللعبة عاما أو عاما ونصف العام بسبب قطع فى عضلة الصدر و"الباى" بمقدار 8 سم وكنت سأعتزل بسببه، ولكن بعد الشفاء منه ومع بداية استعدادى للدورة جاءت إصابتى بالرباط الخارجى ولكن مع العزيمة والإصرار حصلت على هدفى.

> وماذا عن مدربك ومجهوداته معك؟
- أتدرب مع مدربين أحدهما مصرى ومستمر معى منذ 12 عاماً، والآخر كوبى وأتدرب معه منذ 6 سنوات، وكلاهما له بصمة معى وبالتأكيد ساهما بما وصلت له الآن.

> لديك رغبة دائمة في إيصال صوتك للمسئولين.. فما هي رسالتك؟
- بالتأكيد أعانى من غياب وظيفة تساعدنى على متاعب الحياة.. خاصة وأننى خرجت من الثانوية العامة واتجهت للدبلوم من أجل الملاكمة ثم دخلت الجامعة المفتوحة ولم استطع الاستمرار بها بسبب ظروف سفرى المتكرر، وأخيراً حصلت على شهادة من معهد حاسب آلى سنتين بعد معاناة، والآن أريد وظيفة، احتاجها بشدة من أجل أن أصفى ذهنى وأركز فقط فى هدفى وحلمى برفع علم مصر والتتويج بميدالية على المنصة الأوليمبية.

> كيف ترى فرصتك فى الحصول على ميدالية أوليمبية؟
- مررت بتجارب صعبة فى حياتى ولم يتخيل أحد أننى سأتجاوزها، وفى الأوليمبياد القادمة واثق بأن الخير منتظرنى بالتتويج بميدالية فى طوكيو.

> من هو مثلك الأعلى في الملاكمة؟
- مثلى الأعلى محمد على كلاى وتايسون.. أحب اللعبة ولدى شغف كبير بها، وأتابع مبارياتها القديمة، وتعد أشهر مدارس اللعبة المتفوقة فيها كوبا وروسيا وكازاخستان.

> هل خائف على نفسك من خوض الأوليمبياد فى وجود فيروس كورونا؟
- لا مش خايف من خوض المنافسات فى وجود كورونا و"اللى مكتوبلى هاشوفه".

> وماذا عن دور رئيس الاتحاد معك؟
- د.عبد العزيز غنيم على تواصل معى، ويدعمنى باستمرار.

> كيف يسير يومك فى التدريبات؟
أتمرن على ثلاث مرات فى اليوم.. الأولى فى السابعة صباحاً ثم الثانية عشرة ظهراً، وأخيراً فى السادسة ليلاً.. تختلف نوعية التدريبات بين الجانب البدنى والآخر الفنى من "بوكسات" وخلافه.