حوار| «فرخندة حسن» امرأة عشقت التحديات ونجحت في عبور «عقدة الرجل» 

فرخندة حسن
فرخندة حسن

جبل المقطم صنع منها عالمة في الجيولوجيا.. عندما زارته في رحلة عائلية، وعمرها 12 سنة، ووجدت أن صخوره تشبه الأصداف والودع، حتى أفادها صديق والدها مهندس البترول، بإنها حفرية تكونت تحت الماء وتحجرت وأنه علم كبير يسمى الجيولوجيا".

ومنذ هذه الواقعة، قررت د. فرخندة دراسة علم الجيولوجيا" الذي كان مقتصرا على الرجال فقط، فأنهت مرحلة الدراسة الثانوية ودخلت كلية العلوم قسم الجيولوجيا الذي فضلته عن دراسة الطب لارتباطها بهذا المجال منذ الصغر.

كان هذا التحدي الأول في حياتها حتى نجحت في أن تثبت لوالدها أنها أفضل من الأولاد، حتى جاء التحدي الثاني خلال فترة دراستها في الجامعة عندما قررت ممارسة الرياضة وعند سؤلت عن اللعبة التي تفضلها، اختارت الاسكواش، وكان الرد أنه لا يوجد ملعب اسكواش للبنات إلا في ملاعب الجيش بالعباسية الذي أصبح قصر الزعفران حاليا، وبالفعل نجحت في التحدي بممارسة لعبة الاسكواش وكان التدريب مرتين أسبوعيا وبعد مرور عام انضمت مجموعة من فتيات الجامعة والنوادي ثم تم عمل أول بطولة اسكواش للسيدات في مصر.

«بوابة أخبار اليوم» التقت بالدكتورة فرخندة حسن، لإلقاء الضوء على واحدة من التجارب المضيئة ونموذج يجب أن تحتذي به كل نساء مصر، حيث تحدثت عن تجربتها كأول امرأة في العالم تناولت صخور القمر بالبحث.

حدثينا عن المحطات الهامة في مشوارك العلمي؟

حصلت على منحة من جامعة بستبرج في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة، ممولة من وكالة ناسا في أواخر الستينيات، وكانت الجزئية التي حصلت عليها المنحة هي دراسة حجر موجود على الأرض يحتمل أن يكون نوع من أنواع الأحجار أو صخور القمر وبدأت العمل على هذا التنبؤ مستندة إلى أن الغلاف الجوي يمنع جزء كبير من الأشعة الكونية، بينما ليس للقمر غلاف كوني لذا فهو معرض للأشعة كلها، وتم تعريض الحجر للأشعة الكونية بكل أنواعها وإرسال العينات لـ 11 معمل في العالم منها جامعة بستبرج التي كانت تدرس بها، وحصلت على عينات لونها أسود وبها فجوات تشبه "الكحل البلدي"، وكان ثمن العينات التي تحملها 10 بليون دولار وهو تكلفة رحلة رجال الفضاء الذي حصلوا على العينات وعملت على الدراسة وحصلت على الجائزة وهي منحة لدراسة رسالة للدكتوراه، وكان لي فرصة للإقامة في الولايات المتحدة والعمل بها لكنني فضلت العودة لبلدها ولم أندم على عودتي لمصر.

هل ترين أن حقوق التي حصلت عليها المرأة كافية؟
بالفعل حصلت المرأة، على كافة حقوقها والمساواة بالكامل بحسب الدستور لكن المشكلة في تطبيق هذه الحقوق وسألت "هل كل امرأة حصلت على هذه الحقوق؟ وهل كل امرأة حصلت على التعليم أو العمل؟"، قائلا: "القانون به ثغرات والنتيجة إنها لا تستطيع أن تأخذ حقوقها كما ينص عليه الدستور لكن إذا كانت قوية وكافحت ستأخذ حقها، فلابد أن كل امرأة أن تعرف حقها وتحافظ عليه وتثبت أنها جديرة بهذا الحق، فإذا لن تطالب به فهي الخسرانة لأن الحق منصوص لها في الدستور".

متى بدأتي نشاطك السياسي؟ 

الرئيس أنور السادات حبذ أن تدخل المرأة البرلمان فخصص 30 مقعدًا للمرأة على مستوى المحافظات وتم ترشيحي للبرلمان وفي ذات الوقت تفاجأت وشعرت أن السياسة تحتاج إلى العلم بعد بناء المدن الجديدة واستغليت مجالي بتوجيه البناء على الحجر وليس في المناطق الرملية، وركزت أثناء ترشيحي في مجلس الشعب على الأشياء العلمية في خدمة التنمية والحفاظ على البيئة، وكان هذا شئ جديد في هذا الوقت، واقترحت أكثر من قانون وكان جهاز شئون البيئة أحد اقتراحاتي وأيضا حماية نهر النيل من التلوث، وقمت بتحديث قانون نقابة العاملين.

كيف كانت علاقتك بجبهات السادات؟ وما هي كانت بداية العمل مع سوزان مبارك؟

كانت هي المشجع على ترشيحي والسبب الرئيسي على دخولي العمل العام "البرلمان والسياسة" وفترة لم أندم عليها ثم وضعني الرئيس حسني مبارك ضمن المرشحين لمجلس الشورى وبذلك أمضيت 33 سنة في البرلمان من عام 1979 إلى 2011، وكنت على اتصال دائم بجيهان السادات وطلبت مني أن أعمل مع سوزان مبارك كما كنت أعمل معها وبالفعل تم عمل اللجنة القومية للمرأة سنة 79 برئاسة جيهان السادات وأحيته سوزان مبارك.

كما عملت مع جيهان السادات في جمعية للمرأة العلمية في خدمة المجتمع وهناك جمعيات كانت تذهب للفلاحة التي ليس لديها كهرباء وعمل لها إضاءة شمسية وسخانات بالطاقة الشمسية من مخلفات الحيوانات وتم عمل الغاز الحيوي لحصول الفلاحة على بوتجاز وبذلك يتم تنمية الريف بأبسط الأمور حيث أننا نحتاج فقط الاهتمام.

وعبرت جيهان في ذلك الوقت عن إعجابها بهذا النوع من الخدمة العامة واستمر لـ4 سنوات فقد تم إقناع الرئيس السادات بعمل سخان في ميت أبو الكوم وطلب منها عمل سخان أخر له بمنزل القناطر، عمل الدكتور محمد كامل الذي كان رئيسا لمركز البحوث مشروع الألمان وتم تركيب سخانات في ميت أبوالكوم.

وبعد وفاة السادات ماتت اللجنة وأحيتها سوزان مبارك عام 93 تحت رئاسة مجلس الوزراء لكن أغلب التوصيات لم تنفذ، وهنا فكرت سوزان مبارك أن يكون لها صلاحية أكثر ووجدت في الدستور باب خاص بالمجالس القومية المتخصصة تتبع رئيس الجمهورية ومستقل وليس تابع لأي وزارة وتم تقديم اقتراحات بعد دراسة استمرت لمدة عام وتم إنشاء المجلس القومي للمرأة وأنه أنسب شئ للمرأة المرأة وكان ذلك عام 2000.

ما هي إنجازات المجلس القومي للمرأة في تلك الفترة؟

وتم عمل أشياء كثيرة منها وجود فروع للمجلس في المحافظات وتدريب السيدات على التنمية الإقتصادية، وكان أهم شئ في المجلس القومي للمرأة هو إدماج شئون المرأة في الخطو الخمسية للدولة وتم إدخال في خطة 2002 لـ 2007 50% من شئون المرأة وفي خطة 2007 لـ2012 70% من شئون المرأة وكان هناك خطة من 2012 لـ2017 وهي إدخال جميع شئون المرأة لكن لم تنفذ إلى الآن، وما يحدث الآن كلها خطط سنوية ولا يوجد خطة خمسية.

وقدمت حوالي 14 قانون في هذ السنوات ليس للمرأة فقط بل للأسرة ومن ضمنها حصول الرجل على المعاش المرأة العاملة وكان شعارها "إن هذا تميز ضد الرجل"، حيث أن هدف المجلس مساندة المرأة لصالح الأسرة والمجتمع.

بعد مرور 20 عام على إنشاء المجلس .. مارأيك؟ 
حصل المجلس على تقدم كبير ومبني على ما قبله من أيام هدى شعراوي، معربه عن سعادتها بحصول المرأة على 8 مناصب وزارية ومحافظة، والان هناك تقدم كبير حيث حصلت على 90 مقعدا في البرلمان بعد أن كان 60 مقعد في 2007 -2008     

من كان مثلك الأعلى؟
العالمة مدام كوري مكتشفة مادة الراديوم المشعة.